الروائي الجزائري سعيد خطيبي
الروائي الجزائري سعيد خطيبي

سعيد خطيبي: جائزة "الشيخ زايد" زادت من شعوري ككاتب بالمسؤولية

يقتنص الروائي الجزائري سعيد خطيبي جائزة أخرى يضيفها إلى منجزاته الأدبية من خلال نيله جائزة الشيخ زايد للكتاب عن روايته "نهاية الصحراء" (فئة المؤلف الشاب). وتقتنص "إرم نيوز" بدورها حوارا مع الروائي الشاب يحدثنا فيه عن تجربته مع الكتابة والترجمة.

حصلت على جائزة الشيخ زايد للكتاب مؤخرا في فئة المؤلف الشاب، فكيف ترى من منظورك تأثير هذه الجوائز على الكاتب والرواية معا؟

جائزة الشّيخ زايد للكتاب راكمت حضوراً مميزاً، عربياً وعالمياً، نظير ما تتحلّى به من نزاهة ومصداقية، والقرّاء ينتظرون مخرجاتها كلّ عام. بالنسبة لي ككاتب فهي جائزة تزيد من شعوري بالمسؤولية إزاء الكتابة، تجعلني حريصاً على تقديم الأفضل في الإصدارات القادمة. أمّا بخصوص الرّواية عموماً فإنّها تزيد من إقبال القرّاء عليها، وذلك ما يصبو إليه أي كاتب، أن يحقّق نصّه حضوراً بين أوساط القرّاء. 

يجب أن نصارح أنفسنا ونقول إننا لم نفلح بعد في كسب موضع قدم ثابت في ساحة التّرجمة في الغرب، مع ذلك لا ننفي وجود محاولات ومشاريع جادّة، تحاول وضع الأدب في سياق المقروئية في الخارج.

كروائي جزائري من الجيل الشاب، أين هي الرواية الجزائرية اليوم؟

مرّت الرّواية الجزائرية، في عقود ماضية، بمراحل صعبة، جراء تقلّبات سياسية داخلية من جهة، وجراء توسّع الرّقابة من جهة أخرى. لم يكن الكاتب حرّاً في تفكيره ولا في كتاباته، مما أوصلنا إلى هجرات متكررة للكتّاب إلى الخارج. لكن في السّنين الأخيرة يمكن القول إن الكتّاب قد فرضوا هامش حرية لا بأس به، وتجاوزوا الممنوعات الاجتماعية والسّياسية. مع ذلك فالصّورة ليست وردية، لا تزال الحرية هي المطلب الأسمى، ففي ظلّ تناقصها وانخفاض سقفها ليس من الممكن أن نعوّل على رواية، ولا على مشهد أدبي.

سبق أن ترجمت مجموعة قصصية، كمترجم مطلع، هل تواكب الرواية العربية حركة الترجمة العالمية أم أنها متأخرة عن ذلك، ولماذا؟

في الحقيقة لم أترجم مجموعة قصصية، فكتاب (مدار الغياب) هو أنطولوجيا القصّة القصيرة الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، حيث ترجمت نماذج من القصة القصيرة الجزائرية، تمتد على طول أربعين سنة، قصد تقريب الصّورة إلى القارئ بالعربية. بخصوص الرّواية العربية وعلاقتها بالتّرجمة العالمية، فالعملية لا تزال معقّدة، بحكم أن السّوق الأدبية في الغرب قدّ تحوّلت إلى سوق تجارية، يحكمها منطق الرّبح والخسارة، وليس منطق النّوعية وجودة الأدب. فليس كلّ ما يُباع أو يطلق عليه (بست سيلر) كتابا جيّدا بالضّرورة. أرقام المبيعات ليست تعكس قيمة الكِتاب الأدبية. ويجب أن نصارح أنفسنا ونقول إننا لم نفلح بعد في كسب موضع قدم ثابت في ساحة التّرجمة في الغرب، مع ذلك لا ننفي وجود محاولات ومشاريع جادّة، تحاول وضع الأدب في سياق المقروئية في الخارج، وعلينا أن نواصل في هذه الطّريق ولا نستعجل النّتائج.

الروائي الجزائري سعيد خطيبي
آن الصافي: الإبداع منتكسٌ في بلادنا.. وثقافتنا ناصرت المرأة دوما

ما الذي جذبك تحديدا إلى أدب الرحلة؟ وبغض النظر عن الجائزة، هل ترى لها حضورا لافتا لدى القارئ العربي؟

وُلد الجزائري كي يعيش في تيه، تلك هي قناعتي. أتذكّر جملة كتبتها إيزابيل إيبرهارت التي عاشت وماتت في الجزائر، تقول فيها: «يجب أن نُطالب بحقّنا في التّشرّد». وهي تقصد الحقّ في التّرحال. فالجزائري يطوف الأصقاع كي يعود في الأخير إلى أرضه الأولى، تلك هي سيرة الأجداد أيضاً، ولست استثناءً. أرى أن هناك تعطّشا إلى أدب الرّحلة، لكن الظّروف تغيّرت. لم يعد التّرحال سهلاً مثلما كان في الماضي، ليس من السّهل الحصول على تأشيرة للعبور من جغرافيا إلى أخرى، فالحدود بين البلدان تزداد شراسة، كما أن الوضع الاقتصادي للكاتب العربي يكلّفه الكثير ولا يسمح له بترف السّفر.

لماذا يغيب الأدباء العرب عن العالمية؟

لست أدري ما هو المقصود من كلمة (العالمية)! غالبا يجري توظيف هذه الكلمة في الإشارة إلى جائزة "نوبل" للأدب. إذا كان كذلك فالعرب سبق لهم الوصول إلى "نوبل" بفضل نجيب محفوظ، لكن لماذا لم ينلها كاتب عربي آخر؟ هذا السّؤال يستلزم إجابة عن سؤال سابق، هو تحوّلات سوق الأدب، منطقه التّجاري، مما أنبت جداراً عازلاً في وجه الأدب الجيّد، وليس العرب وحدهم من فشلوا في اختراقه – على الأقل لحدّ السّاعة – ففي كوريا أو الهند يقولون الكلام نفسه، في دول أفريقية لها تقاليد أدبية أيضاً تعاني من هذه المشكلة. إننا نعيش زمناً متحوّلا، فتعاطي الأدب اليوم ليس نفسه كما كان من قبل.

وفي الختام، هل هناك رواية ما يحلم سعيد خطيبي بكتابتها؟

أحلم بشيء واحد فقط: هو مواصلة الكتابة. أما ما أكتب فأنا أكتب ما أحبّه أو ما أجهله. في العادة أنا أكتب عن أشياء أجهلها كي أزداد معرفة بها.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com