سلط الكاتب فكري فيصل في روايته "هيباتيا" الضوء على المرأة التي مثلت رمز الفلسفة والتنوير والعلم في القرن الخامس الميلادي.
وتدور أحداث الرواية حول شخص هيباتيا السكندرية، والتي انتهت حياتها بطريقة مأساوية بعد قتلها على يد ثلة من المتعصبين الدينيين.
واشتهرت هيباتيا كفيلسوفة حملت قيم التنوير في مواجهة التعصب والجهل. بينما يَعتبر مؤرخون أن نهاية حياتها هي ختام عصر فلسفة الإغريق، حيث انحدرت الثقافة بعد مقتلها وحلت العصور "المظلمة" تدريجيًّا.
ويرصد الكاتب فكري حياة "هيباتيا" منذ كانت طفلة وحتى نهاية حياتها في منتصف الأربعينات، مرورًا بسنوات الصبا والشباب والأزمات التي عانت منها مدينة الإسكندرية آنذاك، في ظل الصراع المرير بين صعود الديانة المسيحية وآخر فلاسفة الإغريق، الذين أخذ نجمهم في الخفوت.
وتتغلغل الرواية في نفس هيباتيا، كما تعرج إلى مدارس الفلسفة اليونانية، التي كانت معاقل العلم والحكمة والطب والفلك والهندسة.
عاشت هيباتيا في مصر الرومانية، وماتت على يد حشد من الناس بعد اتهامها بممارسة السحر والإلحاد والتسبب في اضطرابات دينية؟
وترى كاثلين وايلدر أن مقتل هيباتيا يمثل نهاية للعصر الكلاسيكي القديم، كما لاحظ ستيفن غرينبلات أن مقتلها "أثَّر بشدة في انحدار الحياة الفكرية السكندريَّة"، بينما رأى كل من كريستيان فيلدبرج وماريا زيليسكا أن الفلسفة الهلنستية ظلت متألقة خلال القرنين الخامس والسادس، وربما حتى إبَان عهد الإمبراطور جستينيان الأول.
يذكر أن هيباتيا كانت تتبع النهج الرياضي لأكاديمية أفلاطون في أثينا، وتأثرت بأفكاره.