نشرت المترجمة المصرية ضَي رحمي عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" ترجمة لقصيدة بعنوان "الطهو كلغة للحب" للشاعرة "شابنور رحمن" تتناول العلاقة بين المطبخ والمشاعر في مقاربة جديدة تتسم بالعذوبة والرهافة.
وتدفقت على الفور مئات التعليقات والمداخلات بعضها لكتاب وشعراء ومثقفين من مصر والبلاد العربية لتصنع "ترند" ثقافي هادىء يشتبك مع الفكرة ويطرح تجارب شخصية لأصحابها تتميز بالصدق والصراحة والشجن سواء على صفحة المترجمة أو ضمن هاشتاغ يحمل نفس العنوان.
تقول الشاعرة في مقطع من القصيدة الطويلة التي تتخذ شكل السرد القصصي وتتكون من 3 أجزاء: "عرفتُ عن أمي ما لم ألحظه من قبل / تطلب مني تذوق الكاري/ تسألني، أيحتاج إلى الملح أو الكمون أو مزيد من الفلفل الحار؟ / تركتُ البيت منذ سنوات / أعرف الآن أنها كانت تطلب مني تذوقه فقط لأبقى بقربها / تقلب الخليط وتضعه على نار هادئة وتطلب مني الانتظار/ نتكلم عن الناس والأخبار والتخفيضات في موقع مينترا / بينما تأتي بملعقة وتغرف منه وتنفخ فيها ثم برفق تسكبها في كفي وتنظر إليّ بترقب / ألعق السائل الأصفر المائل للحمرة وأقول: ممتاز/ تبتسم وتعود للتقليب ورائحة التوابل تغمرنا وتملأ الفراغ بين الكلمات التي لا تقولها / غبتِ طويلًا، أتمنى لو بقيتِ معي لفترة، لأقول لكِ أحبكِ".
وعلقت هبة سنيور: "أقدم وجبة الطعام لزوجي وحين ينتهي تتصبب قطرات العرق من جبينه وقد أفشى لي بسِره ذات يوم وقال إنه حين يتلذذ بوجبةٍ ما يفضحه جبينه، أتأمل تلك القطرات فأبتسم وأتذكر أنني نثرت حبيبات الحب في وجبتي!".
وروت رحاب البارودي تجربتها مع عائلتها وحيواناتها الأليفة في هذا السياق، قائلة: "انطلقت في الطهو، أمس، وكأني أرسم لوحتي بحب وانتشاء، على مهل تفصيلة تفصيلة، أزيد الثوم قليلاً في الطبخة لأنّ (فرح) تحبه، أنثر الشطة بسخاء لأجعل الطعام حارًا كما يحبه (حازم)، أسلق طعام (بندق) وأقدمه له مخلوطًا بقطعة كوسة صغيرة زاهية فيتمسح بساقي بامتنان".
وحكت جمانة محمد: "أحب طهو الطعام وأسكب قلبي فيه لأجل من أحب، لذلك بكيت عندما فشلت في إعداد بسكويت اللوز التونسي لأنني انهمكت بحب وشغف في تعلمه من أجله، انتهى الأمر بضحكة منه وقال لا بأس، ستجيدين إعداده في المرة المقبلة".
وقالت ماريان رسمي: "حين تزوجت وأنجبت وصار لي وقت خاص، أصبحت أضع فنوني في المطبخ بخطة ماكرة تأسُر قلب زوجي، وتخبره كم أحبه، ربما تسكّن مائدتي تعبه الشاق الذي يبذله من أجلنا كل يوم في عمله".
وأضاف سعيد فرحة، قائلاً: "العلاقة بين المشاعر وإعداد الطعام لا يعرفها إلا من ذاق حلاوة الحب ويريد أن يذيق حبيبه حلاوة الدنيا؛ فيقدمها له على هيئة طبق أعده له بروحه وليس بيديه".