تاريخ اغتيال العقل العربي.. العنوان الأسود لـ"الإرهاب" 

لعل أول ضحايا الكلمة والفكر النافذ والبصيرة المتقدة، هو الكاتب والمفكر الفلسطيني "غسان كنفاني"، الذي اغتيل وعمره ستة وثلاثون عامًا، ولازال في أوج عطائه وإبداعه الأدبي والنضالي، على يد المخابرات الصهيونية.

قتل الأديب كنفاني، في إحدى صباحات العاصمة اللبنانية بيروت، عام 1972، بعد أن انفجرت عبوة ناسفة كانت قد وضعت في سيارته، تحت منزله، في منطقة الحازمية قرب بيروت، وقتل مع الكاتب ابنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة)، لتنتهي حياة واحد من أكثر الكتاب الفلسطينيين إلهامًا لكل المناضلين والشعراء والكتاب والمثقفين العرب من خلال كلماته.

يعد أدب كنفاني ونتاجه الفكري، متفاعلًا دائمًا مع حياته وحياة الناس، وفي كل ما كتب كان يصور واقعًا عاشه أو تأثر به.

ففي روايته "عائد إلى حيفا"، وصف فيها رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا، وقد وعي ذلك، وكان طفلًا يجلس ويراقب ويستمع، ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية، كما تحكي "أرض البرتقال الحزين"، قصة رحلة عائلته من عكا واستقرارهم في الغازية.

اغتيال فودة..

وسالت دماء المفكر المصري الدكتور فرج فودة، أمام الجمعية المصرية للتنوير، التي أسسها في مصر الجديدة، وكانت هذه بمثابة رسالة واضحة للعالم كله، أنه دفع حياته ثمنًا لرسالته.

الخواجه..

أما أستاذ علم النفس الكويتي المرموق الدكتور جاسم الخواجه، الذي اهتم بتعريف العنف والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى تكوينه، وتفكيك مفاهيمه، وتخليص المجتمع من آثاره، انتهى به المطاف أن تكون حياته ضحية لهذا العنف، حين قضى في تفجير ضرب مسجد الإمام الصادق في الكويت1997.

وتعد كتب "الخواجه"، دراسات رصينة تدور أغلبها في فلك نشأة العنف والارهاب كظاهرة اجتماعية، يجب استئصال جذورها حتى لا تأكل الأخضر واليابس في طريقها.

المالكي..

في عام 2007، تسبب هجوم انتحاري استهدف فندق المنصور ميليا، أحد أبرز فنادق العاصمة العراقية بغداد، بمقتل 12 شخصاً، كان من بينهم الشاعر الشعبي العراقي رحيم المالكي، المولود عام 1962.

وتتسم قصائد المالكي بالبراعة، في توصيل وتوصيف الحدث بشكل يشع بالجمال, كما استطاع مع زملائه أن يغيروا من نمط القصيدة الشعبية السائد، وتحويل النص الشعري إلى نص سؤال مفعم بالدلالات الجمالية والفنية.