"نوبل"الحلم السرمدي للمبدعين.. هل ينالها عربي هذا العام؟
"نوبل"الحلم السرمدي للمبدعين.. هل ينالها عربي هذا العام؟"نوبل"الحلم السرمدي للمبدعين.. هل ينالها عربي هذا العام؟

"نوبل"الحلم السرمدي للمبدعين.. هل ينالها عربي هذا العام؟

أيام قليلة وتحديدًا في الرابع عشر من شهر أكتوبر الجاري، يُعلن مَن الفائز بجائزة "نوبل" للآداب هذا العام. وعلى خلاف السنوات الأخيرة الماضية، لن يعلن عن جائزة نوبل للآداب في الأسبوع ذاته، مع جائزتي العلم والسلام.

فيما تتجه أنظار الكتاب والشعراء والمبدعين في كل مكان على كوكب الأرض، إلى ذلك البلد البعيد الكائن في أقصى الشمال الغربي للقارة الأوربية العجوز "السويد"، حيث يعلن في سماء عاصمتها ستوكهولم، ومن داخل الأكاديمية الملكية الموسيقية، أسماء الفائزين بالجائزة.

الأمر يبدو أكثر تاثرًا بتلك الجائزة المراوغة بالنسبة للمبدعين العرب، الذين طالما حلموا بالحصول عليها منذ إنشائها عام 1901، بعد كتابة الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، "ألفريد نوبل" لوصيته الأخيرة، تاركًا جزءًا كبيرًا من ثروته يقدر بنحو 1.1 مليون دولار أمريكي، لإنشاء جائزة نوبل، التي وثّقها في (النادي السويدي - النرويجي) عام 1895، وكان شرطه الوحيد باعتباره مانح الجائزة أن يقدم المبدع أيًّا كان جنسه أو لونه أو بلده، عملًا يخدم الإنسانية ويدفعها إلى المحبة والسلام.

ولم يلتفت القائمون على اختيار الفائزين بجائزة "نوبل"، طويلًا لوصية صاحب الجائزة النادم على اختراعه للديناميت المدمر للبشرية، فلا زالت الأوساط الثقافية العالمية تتذكر ما حدث في الجائزة الأولى عام 1901، حيث حالة الدهشة المصحوبة بالغضب، حينما كان العالم يترقب إعلان فوز الكاتب الروسي الشهير "ليو تولستوي"، وإذ به يتفاجأ بفوز شاعر فرنسي متوسط الموهبة، هو "سولي برودوم".

على الرغم من عدم حيادية الجائزة التي بدت منذ الفائز الأول، إلا أن تطلّع الشعراء والكتّاب العرب يتجدّد كلّ عام، أملًا في الترشح أو طرح أسماء عربية؛ ففي كل عام يتم ترشيح الشاعر الكبير علي أحمد سعيد (أدونيس)، السوري الأصل، والذي لم ينلها بعد.

وتكرّر أيضًا ترشيح الكاتبة الجزائرية الكبيرة آسيا جبار، التي توفيت، ولم تحصل عليها، وكلّ عام يتم ترشيح الكاتبة المصرية نوال السعداوي، وكالعادة يذهب الترشيح والأمل في الفوز أدراج الرياح.

الملفت للنظر، أن الكُتاب المبدعين من العالم العربي الذين رُشحوا للتنافس على نيل جائزة نوبل للآداب، منذ 15 عامًا، لا يكتبون بلغة الضاد، وإنما يكتبون بلغات أجنبية أخرى، بحسب الدكتور "عمار علي حسن"، فهو يرى أن المرشحين كانوا "الشاعر السوري أدونيس الذي يكتب بالفرنسية، والكاتب الصومالي نور الدين فرح الذي يكتب بالإنجليزية، والروائية الجزائرية آسيا جبار التي تكتب بالفرنسية".

إلا أن حصول هؤلاء المثقفين على الجائزة لا يعتبر تكريمًا للأدب العربي؛ لأنهم لا يكتبون بلغة الضاد، لتظل الجائزة مقصورة على الأدباء والكتاب الغربيين، حتى كان الروائي النيجيري وليه سوينكا، أول أديب أفريقي يفوز بها، وكان ذلك عام 1986 ثم جاء من بعده بعض الأدباء المرموقين، مثل غابرييل جارسيا ماركيز وأرنست هيمنجواي والكسندر صولجنيتسن وصامويل بيكيت، بينما رفضها المفكر الوجودي الفرنسي الراحل "سارتر".

كما فاز بها ولمرة واحدة الأديب التركي الهام (أورهان باموق)، على الرغم من ترشح ابن موطنه الروائي التركي الكبير "يشار كمال"، لنيلها على مدى سنوات، صاحب الرواية ذائعة الشهرة (ميميد الناحل) و(ميميد يا صقري)، ولكنها حجبت عنه بسبب جذوره الكردية كما يشاع، فهو من جنوب شرق الأناضول، حيث يقيم الأكراد، وعنهم كتب رواياته الملحمية الرائعة.

في عام 1988، كان موعد الإبداع العربي، متمثلاً في أحد شيوخه الكبار الروائي نجيب محفوظ، مع جائزة نوبل، ليفوز بها، بإجماع أعضاء الأكاديمية السويدية، الذين منحوه إياها بناء على مجمل أعماله، وليس لعمل بعينه، حيث اطلعوا على الكثير من أعماله المترجمة قبل إصدار حكمهم، وليس لما قيل حينها في الأوساط الثقافية العربية، أن السبب وراء منحه جائزة "نوبل" هو كتابته لرواية "أولاد حارتنا"، التي تعد واحدة من أبرز الروايات التي ألّفها نجيب محفوظ، وأثارت ردود أفعال واسعة في مصر وخارجها، وانتهت إلى قرار حجبها عن النشر في مصر لمدة طويلة.

ويرجع السبب في إثارة الرواية لردود أفعال عنيفة، للتفسيرات الدينية التي التصقت ببعض الشخصيات الواردة بها، مثل: شخصيات الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة.

وبدأ محفوظ، في نشر هذه الرواية بجريدة الأهرام عام 1959، قبل أن يصدر قرارًا لاحقًا بوقف نشرها في الأهرام، وفي عموم مصر، بل وصل الأمر إلى محاولة اغتياله من قبل شاب متطرف فكريًا، والمنتمي إلى إحدى الجماعات المتطرفة، وأقدم على هذا الفعل على الرغم من أنه لم يقرأ حرفًا من أعمال الأديب الراحل.

وأخيرًا، هناك من اقترب من العالم العربي بشعوبه وهمومه وقضاياه، وكتب ما لم يكتبه مبدعوه، ففاز بجائزة نوبل عن سحر الشرق وغموضه.

ففي العام 2008، حصد جون ماري غوستاف لوكليزيو،  المتزوج من امرأة مغربية من العالم العربي والأب لبنتين، جائزة "نوبل" في الآداب عن روايته: "الصحراء" التي اعتبرتها الأكاديمية السويدية تقدم صورًا رائعة لثقافة ضائعة في صحراء شمال أفريقيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com