الإنسان يكشف عن المجال المغناطيسي للأرض 
الإنسان يكشف عن المجال المغناطيسي للأرض الإنسان يكشف عن المجال المغناطيسي للأرض 

الإنسان يكشف عن المجال المغناطيسي للأرض 

يقول كير شفينك Joe Kirschvink ، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن الإنسان لديه حاسة سادسة تسمح له بالكشف عن المجال المغناطيسي للأرض. 

وقد تم بالفعل تحديد هذه القدرات لدى الطيور، ويشتبه أنها موجودة عند الثدييات أيضا. أما عند البشر فقد نوقشت الفرضية، ولكن من دون دليل ملموس. 

لكن جو كيرشفينك يقول إذا كانت الطيور والحشرات والثدييات وكثير من الحيوانات تبدو أنها تمتلك حسا مغناطيسيا، فما الذي يمنع الإنسان من اكتسابها؟

الطيور، بطبيعة الحال، تستخدم هذه الحاسة لتوجيه نفسها أثناء الهجرات. ولكن هذه الحاسة ثبتت أيضا عند الثدييات وهكذا، فإن فئران الغابات والجرذان تستخدم خطوط المجال المغناطيسي للأرض لبناء أعشاشها.

وفي المراعي، يبدو أن المواشي تتحرك على طول هذه الخطوط، فيما الكلاب تقف في اتجاه شمال جنوب عندما تضع بُرازها.

فرضيتان 

هناك فرضيتان قد تفسران الاستقبال المغناطيسي لدى الحيوانات: الفرضية الأولى هي أن المجال المغناطيسي للأرض يؤثر على بروتينات في شكل خُضاب، وهي توجد في شبكية العين لدى الطيور، والكلاب وحتى البشر.

أما الفرضية الثانية فهي أن هناك في الجسم خلايا استقبالية صغيرة تحتوي على بوصلات تتشكل من معدن مغناطيسي يسمى الماغنتيت ) وهو أحد الخامات التي يستخلص منها الحديد ويستخدم هذا المعدن في صناعة المغناطيسات الدائمة)، وتحدد هذه الخلايا توجهها وفقا للمجال المغناطيسي للأرض وتم العثور على الماغنتيت في خلايا منقار الطيور.

فهذه الفرضية هي التي يفضلها كير شفينك، في كالتيش Caltech (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا) فهو خبير في المغناطيس البيولوجي biomagnetism وأيضا في باليومغناطيسية، ومشهور بصفته مخترعا لفرضية "الأرض كرة ثلج". 

ففي عام 1992، بالفعل، كان قد أكد أن الأنهار الجليدية التي تغطي كامل الكرة الأرضية عمرها أكثر من 650 مليون سنة. وأن ذوبانها ساعد على انفجار العصر الجيولوجي الكمبري Cambrian قبل 540 مليون سنة.

حقل مغناطيسي في قفص فاراداي

حاولت الأعمال السابقة، بالفعل، تسليط الضوء على حسٍّ مغناطيسي لدى البشر، لكنها لم تكن قابلة للتكرار. أما أعمال جو كيرشفينك Joe Kirschvink ، مع ذلك، فهي قابلة للتكرار فعلا. 

ففي نيسان الماضي، قال شفينك إنه قدّم نتائج بحثه إلى مؤتمر المعهد الملكي للملاحة، في المملكة المتحدة.

البشر والحس المغناطيسي

وأكد جو كيرشفينك أن "البشر لديهم حس استقبال مغناطيسي وظيفي". وقد وصف هذا الاكتشاف أيضا في مجلة العلوم Science Magazine الأمريكية. 

وقد أجريت هذه الدراسة على 24 شخصا، وقد تم نشرها. وهذه التجربة التي بدأت في عام 2014 بقيادة جو كير شفينك نفسه، استخدمت قفصا كبيرا، وعلبة من الألومنيوم كحاجز للبيئة الكهرومغناطيسية.

مواضيع الاختبار

يجلس المشاركون في قفص، في الظلام، ويُعرَّضون لمجال مغناطيسي، موحد، من دون أي تدخل ولا أي تحفيز. 

ويرتدي المشاركون أجهزة الاستشعار على الرأس للحصول على تخطيط أمواج الدماغ (EEG)، لمراقبة نشاط الدماغ. ويستطيع الباحثون تغيير اتجاه المجال المغناطيسي.

في هذه الدراسة تم إجراء العديد من الاختبارات. في بعض هذه التجارب كان حقل مغناطيسي بقوة مجال الأرض الغناطيسي يدور ببطء حول رأس المشاركين.

استجابة

ووفقا لهذا الباحث فإنه عندما كان المجال المغناطيسي يدور عكس اتجاه عقارب الساعة، تراجعت موجات "ألفا" عند المشاركين.

وهكذا بدت الخلايا العصبية وكأنها تستجيب لحقل الأرض المغناطيسي. وبالإضافة إلى ذلك، وقعت الاستجابة العصبية بعد تأخير صغير (بضع مئات من ميلي ثانية)، مما يدل على استجابة نشطة من قبل الدماغ.

تأكيد النتائج

في الوقت الحالي تنتهي النتائج عند هذا الحد، لكن الباحث، يَعِدُ بأن مختبرات أخرى، في اليابان ونيوزيلندا، ستحاول تأكيد نتائجه.

.بلورات الماغنتيت في جسم الإنسان 

أثبت الأستاذ جو كيرشفينك أنه يوجد في الدماغ البشري، في كل غرام من الأنسجة، حوالي 5 ملايين من بلورات الماغنتيت (مغناطيس طبيعي). 

ناهيك عن أن البطانات السحائية المحيطة بالمخ تحتوي بدورها على أكثر من 100 مليون من بلورات الماغنتيت هذه في كل غرام من الأنسجة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com