قاموس أكسفورد يعتمد مفردة (تؤبرني) الشامية
قاموس أكسفورد يعتمد مفردة (تؤبرني) الشاميةقاموس أكسفورد يعتمد مفردة (تؤبرني) الشامية

قاموس أكسفورد يعتمد مفردة (تؤبرني) الشامية

في خضم تغريبة اللجوء السورية المأساوية المدوية، ينبثق من قبل قاموس أكسفورد خبر طريف، فالقاموس الأشهر عالمياً  قرر اعتماد مفردة (تقبرني) أو (تؤبرني) كما يجري لفظها حرفياً، وإدخالها داخل قائمته كمفردة لها دلالاتها وقيمتها ومشروعيتها في سياق وعي مجتمعيٍّ متعلق بالمدن والبلدات السورية على وجه العموم، ودمشق في المقدمة منها على وجه الخصوص.

في حيثيات الاعتماد والتعريف بالمفردة والحفر داخل معانيها جاء في قاموس أكسفورد ما يلي:

(toq-bor-neh

Arabic; literally means you bury me.

Said to a loved one, it means you wish to die before them, thus them burying you so you never have to live a day without them.).

وهو ما يمكن مقاربته بالعربية على النحو الآتي: أتمنى أن تدفنني (تقبرني) لأن العكس يعني أن أحيا ولو ليوم واحد من دونك يا زوجي الغالي أو يا ولدي الحبيب أو يا شقيقي الطيب الحنون، وهو ما لا أتمناه ولا أريده. إنها رسالة واضحة حول الحب والإخلاص والتفاني تسعى المرأة السورية إلى إيصالها لأي عزيز على قلبها.

الكاتب والمسرحي والإعلامي السوري فارس الذهبي يوضح أن (تؤبرني) ليست وحدها في هذا السياق فهناك، إضافة لها، عبارة (تشكّل آسي) وتعني التمني أن يضع المحبوب (الزوج، الابن.. الخ) نبات الآس على قبرها عندما تموت، وكذلك تقبش عظامي وهي في السياق نفسه تقريباً، وهو سياق تدور في فلكه مفردات كثيرة أخرى منها: تطلع على قبري (أبري) وتدبك، ولو أن الذهبي لا يميل للجملة الأخيرة، رائياً في (تقبرني) و(تشكل آسي) طاقة تعبيرية "استثنائية على التفاني من أجل المحبوب والذوبان في معناه ووجوده وأن لا معنى للوجود بعده، وعليه فالأولى أن يكون الرحيل قبله".

في حلب يقولون (أبوس روحك) كما تذكر طبيبة الأسنان إيمان وهي عبارة ترى فيها مجازاً مفعماً بالشجن.

أبو محمد من منطقة الزبداني يذهب إلى أن المسلسلات التراثية الشامية من مثل "أيام شامية" و"ليالي الصالحية" وغيرها، أسهمت بشكل واضح بإبقاء هذه المفردات حيّة وقابلة للتداول. فيما يعترض البعض على الفكرة  باحتواء المفردة، على قدرٍ كبيرٍ من التنازل النسوي لصالح الذكورة العربية التي ما تزال تتربع على عرش المشهد الاجتماعي في دول تتطلع نحو الحرية والكرامة والديمقراطية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com