"كلاب الراعي".. من فقرة في كتاب الإعدادية إلى عالم محمد علي
"كلاب الراعي".. من فقرة في كتاب الإعدادية إلى عالم محمد علي"كلاب الراعي".. من فقرة في كتاب الإعدادية إلى عالم محمد علي

"كلاب الراعي".. من فقرة في كتاب الإعدادية إلى عالم محمد علي

ملفات وأسئلة عديدة تم طرحها ومناقشتها مع الروائي المستشار، أشرف العشماوي، الذي استطاع في سنوات قليلة أن يكون صاحب صوت أدبي مميز في المشهد الإبداعي المصري، خلال الندوة التي عقدت، يوم السبت 16 أبريل/نيسان بمكتبة القاهرة، لمناقشة روايته الأخيرة "كلاب الراعي"، والتي صدرت في طبعتها الخامسة، بغلاف جديد خوفًا من تزويرها كما حدث من قبل.

في البداية تناول العشماوي، الأسباب التي تجعل الكاتب يلجأ الى التاريخ قائلاً: "لا يوجد كاتب يستحضر التاريخ بالمجان، فلكل كاتب ذائقته الإبداعية، وشخوصه التي يرسمها في سرد لغوي وبرمزية تختلف عن الحدث التاريخي المعروفة وقائعه مسبقاً، لذلك هناك سببان أراهما من وجهة نظري رئيسين للجوء إلى التاريخ، أولهما أن اللحظة الراهنة غير كافية للتعبير عنها بواقعية، فيرجع الكاتب إلى التاريخ، والسبب الثاني هو عدم قدرة الكاتب على أن ينتقد واقعه بصورة مباشرة، فيلجأ للإسقاط التاريخي في فترة زمنية معينة، قد تتشابه مع واقعه المعاش".

ويضيف العشماوي: حين فكرت في كتابة رواية "كلاب الراعي"، لم يكن في ذهني التاريخ، ولكن في مرحلة البحث الأولى، وجدت في كتاب ابني الطالب في المرحلة الإعدادية فقرة عن الوالي محمد علي تقول: تولى حكم مصر العام 1805، ولقد سألت ابني، ماذا تعرف عن محمد علي، فقال لي إن معلمه في المدرسة أخبره أنه ضابط مصري وصل إلى رتبة لواء في الجيش، ثم تولى حكم مصر، وبالطبع هذه المعلومات كلها غير صحيحة عدا توليه حكم مصر.

وتابع: من هنا بدأت البحث، وليس هدفي أن أكتب رواية، ولكن لكي أعرف عن هذه الفترة التاريخية الملتبسة في تاريخ مصر، فذهبت إلى دار الوثائق المصرية، وبمساعدة صديقي الدكتور أحمد مجاهد، اطلعت على مجموعة من الوثائق، عبارة عن رسائل ومذكرات شخصية لقناصل الدول الأجنبية في تلك الفترة، يرصدون فيها الوضع السياسي المصري، وبدا الأمر من خلالها أن جميع الدول الأجنبية كانت مؤيدة لـ"محمد علي" وترصد تحركاته من 1803 وحتى توليه حكم مصر العام 1805، ماعدا إنجلترا التي كانت تراهن على عودة المماليك، وتولي "البرديسي" الحكم.

ويرى أشرف العشماوي، أنّ شخصية محمد علي، تنم عن داهية سياسية بامتياز، حيث رفض شق قناة السويس، وظل يتفاوض مع الجميع طوال مدة حكمه، حتى وفاته 1849، مضيفًا: "الذي استوقفني في الوثائق، واقعة مذبحة القلعة، والتي حدثت في أول مارس 1811، وقتل فيها 450 قائدًا عسكريًا مملوكيًا، والتي لم أجد لها مبررًا سياسيًا مقنعًا، خاصة إذا عرفنا أن محمد علي ظل يتفاوض معهم منذ توليه الحكم 1805، وحتى 1811، ورسم لهم الحدود حتى محافظات أسيوط والمنيا، وبالتالي لم يكن هناك خطر حقيقي من جانبهم، لذلك توقفت طويلاً أمام اليوم التالي للمذبحة وهو يوم 2 مارس 1811، حيث تحرّك محمد علي وابناه إبراهيم وطوسون، ونزلوا إلى بيوت القاهرة يفتشون عن المماليك، وتم إعدام نحو 1100 شخص ومن هنا جاءت سنوات طويلة على المصريين من الخوف وعدم المقاومة، حيث كان من يتكلم، مصيره الإعدام.

وعن طقس الكتابة، يقول الروائي المصري: "أكتب من دون ترتيب تصاعدي لأحداث الرواية، بمعنى أنه بعد مرحلة التحضير ورسم الشخصيات وتطورها ومعرفة النهايات ومصائر الشخصيات، قد يحضرني بشدة مشهد النهاية بتفاصيله، فأكتبه قبل أن أكتب الفصل الأول من الرواية، وهناك من اعتبر (كلاب الراعي) إسقاطًا على الإخوان المسلمين أو الإعلام، أو غير ذلك من إسقاطات، وهو غير صحيح".

 وصدر للعشماوي 5 روايات، بدأها بـ"زمن الضباع"، ووصلت روايته الثانية "تويا" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية لأفضل عشرة روايات عربية، للعام 2013، إلى جانب روايته "بارمان"، التي فازت بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب العام 2014.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com