وأخيرًا.. الفنانات النساء يحصلن على دورهن
وأخيرًا.. الفنانات النساء يحصلن على دورهنوأخيرًا.. الفنانات النساء يحصلن على دورهن

وأخيرًا.. الفنانات النساء يحصلن على دورهن

في قمه حياتها المهنية في عام 1967، رفضت جورجيا أوكيفيه إعارة أعمالها لمعرض فني أساسي في لوس أنجلوس بعنوان "الفنانات النساء: من عام 1550 إلى 1950". ذلك كان ضمن موجة من المعارض المخصصة للنساء – بحدود 150 معرضا - في ذلك العصر لإلقاء الضوء على فئة من الفنانين مهملة من قبل المعارض والمتاحف العظمى.

لكن أوكيفيه أشهر الفنانات النساء في عصرها، صنفت نفسها ضمن قائمة أخرى "إحدى أفضل الفنانين" فقط.

بالرغم من ذلك، استعارت ليندا نوخلين، مؤرخة الفنون النسوية، إحدى لوحات أوكيفيه من مكان آخر ووضعتها في المعرض. لكن ومع هذه المعارض، لم تتمكن أوكيفيه ولا أي من الفنانات النساء الأخريات من الدخول إلى كتاب "تاريخ الفن لجانسون" أحد أهم كتب الفن حتى عام 1987 وبقيت المساواة بين الجنسين بعيدة المنال.

وتتردد الفنانات في مجال النظر إلى الفن من خلال عدسة الجنس، إلا أن حركة المعارض النسائية المشتركة والتي فقدت شعبيتها في الثمانينات والتسعينات عادت  لتزدهر من جديد، حيث يوجد على الأقل قرابة 12 معرضا ومتحفا يضمون استطلاعات رأي حول المعارض الخاصة بالنساء، ويقول القيّمون عليها (المتاحف والمعارض) إنّ هذه المعارض تلفت الأنظار نحو فنانين مهمشين، وتنعش المسارات المهنية للآخرين، بالإضافة إلى رفع الإمكانيات التجارية للبعض الآخر.

وتقول الفنانة باربرا كروغر: "تساعد هذه المعارض في التعويض عن قرون من تهميش وإخفاء المرأة عن الساحة الفنية". وهي بدورها رفضت وأيضا قبلت في السابق المشاركة في المعارض المخصصة للنساء.

وأضافت السيدة كروغر أنّ هذه المعارض لا تبحث عن الأسماء الجديدة للترويج لها ومساعدتها في البيع من باب الإيثار، بل تسعى لاغتنام الفرصة "لتنمية سوق جديدة".

ومن أبرز المعارض الربيعية هو معرض "صناعه الثورة: نحت تجريدي من صنع المرأة" في هاوسر ورث وشيميل، المعرض الافتتاحي لمعرض لوس أنجلوس الجديد. ويضم تشكيلة من عدة نساء في معرض نسائي في لندن وأيضا في مجموعة عائلة "روبل" في ميامي، حيث لاحظت ميرا روبل المؤسسة المشاركة للمعرض، ازدياد الحضور بنسبه 20% خلال العام الماضي، مدفوعا بحماسة العائلات لإحضار بناتهم لمشاهدة المعرض، الذي كان يحمل ملاحظة "مكان غير مخصص للرجال".

وفي مقالة مورا رايلي، المؤسسة والقيمة على مركز "ساكلر" لفنون المرأة في متحف "بروكلين" والمديرة المؤقتة لمتحف الأكاديمية الوطني: "هي حركات إصلاحية للتعويض عن غض النظر عن فنون المرأة دام سنين طويلة". وهي ممن يناشدون بإقامة المعارض المخصصة للنساء فقط.

وأضافت: "إنه من الواضح ظهور العديد من الفنانات النساء العظيمات، لكن للآن إنجازاتهن تعد رمزية".

وقال بول شيميل، الرئيس السابق على متحف الفنون المعاصرة في لوس انجلوس، والذي نظم عرض المعرض: "المد المتزايد من الاهتمام بفنون المرأة سيزيد من التقدير لجميع هؤلاء الفنانات حول العالم"، لكنه أقرّ بأن الفجوة ما تزال موجودة بين أسعار العارضين المشهورين أمثال هيس وبورجيوس وبين أغلب الفنانات النساء.

وبعض المنظمين والتجار يعتبرون الفنانات النساء غير الملحوظات فرصة للشراء. فمجموعة صغيرة من النساء فقط تمكنت من كسر حاجز المليون دولار في مزاد علني. (نجوم الفن المعاصر أمثال سيندي شيرمان ويايوي كوساما هن أكثر ندرة). وقالت مديرة "نيو ميوسيم"، ليسا فيليبس: "فكرة أن الفنانات النساء لا يستطعن أن يكن مكافئات للرجال لأنهن لا يستطعن تحصيل نفس المال الذي يحصل عليه الفنانون الرجال هو جزء من تحيز ثقافي عميق وسبب لانقسام مستمر بين الجنسين"، وأضافت "يجب على هذا المجمع للفنون أن يقوم بشراء جميع أعمال هذه الفنانات النساء بسبب التبخيس بقيمة أعمالهن في السوق".

وأوضحت جيني سوركن، مؤرخة الفنون النسوية وأمينة على معرض "هاوسر وشيميل" أن العديد من النحّاتات "واللاتي هن نساء مشهورات" قمن برفض مبادرة القيّمين على المعرض لهن، وقالت مبررة تصرفهن: "أعتقد أن للأمر علاقة بالمشاعر المضطربة حول أن كل ما تكتسبه وحدك يمكن أن يستخف به إذا تم النظر لك من ناحية تمييز جنسي".

المديرة التنفيذية لمتحف هامر، آن فيلبين، قالت: "النساء الأصغر سنا أكثر تقبلا لفكرة المعارض النسائية من النساء الأكبر منهن سنا واللواتي عشن في فترة السبعينات وحتى الثمانينات". ربما كان يشعرهن ذلك بالتقوقع في هذا الزمن.

وأقام "بين أند برش" نقاشا حول ما إذا كان الفصل بين الفنانين النساء والرجال نافعا أو ضارا (وهو معرض نيويوركي غير ربحي عمره 122 عام يعرض أعمال النساء الفنانات أو الكاتبات الصاعدات). وقالت جانيس ساندس، المديرة التنفيذية لبين أند برش: "استنتاجنا هو أن إقامة المعارض النسائية سيدعمنا في الحصول على الحق في قلب الصورة النمطية القائلة بأنه لا يوجد ما يكفي من الأعمال الجيدة من صنع النساء". وأضافت: "يأتينا الناس بدون أن يعلموا مسبقا بأن هذا العمل قامت به النساء، وحين يقرأون البطاقات التعريفية يصدمون، ثم يشترون".

في الجمعية التاريخية في نيويورك. قالت لويس ميرر، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمركز: "اكتشفنا أن مساحة واسعة من مجموعة مصابيح العلامة التجارية تيفاني كانت بالحقيقة من صنع النساء". وأضافت "استعدوا لتروا أن نيويورك كانت مزدحمة بالنساء، كن موهوبات ومبادرات والأهم ناجحات، لكن قصصهن لم ترو بعد".

هذا وتستثمر الجمعية قرابة 31 مليون دولار في المركز الجديد، وسيحتوي على معارض متناوبة ومعروضات "تيفاني" المعاد تصميمها، جميعها متمركزة في الطابق الرابع للبناية.

هذا وقد أنعشت المعارض التاريخية العديد من المهن، حيث أتاحت الفرصة لفنانات نساء لأخذ مواقعهن ضمن سياق حركات أشمل. لعكس المحور الذكوري "حول ماهية الفن التجريدي التعبيري".

وقالت جوين شانزيت، القيمة على قسم الفنون الحديثة في متحف "دينفر" للفنون، إنها اكتشفت وجود مخبأ للفنانات اللاتي عرضت أعمالهن في معارض رئيسية في خمسينيات القرن الماضي.

وابتداء من 12 يونيو/حزيران "نساء الفن التجريدي التعبيري" سيلقي الضوء على العديد من النساء غير المعروفات، أمثال جوديث جودوين وبيرل فاين، بالإضافة إلى العديد من اللواتي تميّزن أمثال جوان ميتشيل وهيلين فرانكينثالر.

والسيدة جودوين (85 عاما) وهي إحدى ثلاث فنانات ما زلن على قيد الحياة وسيشاركن في المعرض، علقت على موجة الاهتمام، قائلة: "لم أعتقد يوما أن هذا قد يحدث"، وأضافت أنها لا تشعر بأي نوع من تأنيب الضمير لمشاركتها في "معرض النساء".

وعلقت: "سمعت من الكثير من الرجال في الخمسينيات أنه يستحيل على النساء الرسم".

هذا وقد بلغت أعلى قيمة سجلتها السيدة جودوين في مزاد علني 26 ألف دولار، وذلك في عام 2006. أما أعلى قيمة سجلتها صديقتها فرانز كانت قد تجاوزت 40 مليون دولار في 2012.

وأضافت: "أنا امرأة ولطالما عانيت بسبب هذه الصفة، أنا لا أريد إنكار ذلك فأنا فخورة لمشاركتي بأي معرض، خاصة (معرض النساء)".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com