سعوديات يقتحمن المجال السينمائي في بلادٍ تخلو من السينما
سعوديات يقتحمن المجال السينمائي في بلادٍ تخلو من السينماسعوديات يقتحمن المجال السينمائي في بلادٍ تخلو من السينما

سعوديات يقتحمن المجال السينمائي في بلادٍ تخلو من السينما

على الرغم من التحديات التي تواجهها المرأة السعودية في أكثر المجتمعات العربية الإسلامية محافظة، لم تتوانَ نساء سعوديات من اقتحام مجال الإخراج السينمائي وخوض مضمار فن السينما، الذي يعاني فيه الرجال أنفسهم في ظل تراجع الاهتمام الرسمي بالفن السابع.

وفي هذا الإطار تنطلق، اليوم الخميس، في الدمام، شرق المملكة العربية السعودية، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان "أفلام السعودية" بمشاركة نسائية تبلغ أكثر من 31% من أعمال المهرجان.

ويشارك في المهرجان 24 فيلماً من إخراج 22 مخرجة سعودية شابة، من أصل 70 فيلماً من المقرر عرضها خلال فعالياته.

وتُعدُّ الدورة الحالية للمهرجان قفزة نوعية من حيث المشاركة النسائية، بالمقارنة مع العام الماضي، الذي شهد مشاركة ثمان مخرجات فقط؛ فازت اثنتان منهن بجوائز النخلة الذهبية للمخرجة هناء العمير عن فيلم "شكوى" والنخلة الفضية لشهد أمين عن فيلم "حورية وعين".

كما يشارك في المهرجان 11 سيناريو، لكاتبات سعوديات، من أصل 24 نصاً يتنافسون على مسابقة السيناريو.

ومن بين الأفلام المشاركة، فيلم "بسطة" للمخرجة المتألقة هند الفهاد، الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "دبي" السينمائي، وجائزة الفيلم الروائي القصير في مهرجان أفلام الشباب في جدة.

كما يضم المهرجان أفلام "أمل" للمخرجة الطموحة هاجر النعيم، وفيلم "السحور الأخير" للمخرجة هناء الفاسي، وفيلم "ساعة 73" لصبا اللقماني، وفيلم "جوجو" لنادية الرضوان، وفيلم "هجولة" لرنا الجربوع، وفيلم "عش إيلو" لمها الساعاتي، وفيلم "جواهر" لجواهر العامري، وفيلم "تيتا بي" لبشرى الأندجاني.

بالإضافة إلى فيلم "بين السماء والأرض" لروان نمنقاني، "زهرة" لسارة العتيق، "ترددات" لنورة المولد، "أنا" لرهام التيماني، "المضي قدماً" لأثير الحربي، "ركز" لهند جنبي، "جت وبحر" لسلوى إبراهيم، "القناص" لنورة المولد، "مدينة الألوان" لربى بوقس، "قارئة الفنجان" لخالدة باطويل، "طائرة ورقية" لرغد البارقي، "هيومانويد" لأروى الساعاتي، "شيخة" لنداء برناوي، "AH – 18" لريهام التيماني، وفيلم "بوب وكرنة" لإيثار باعامر.

وتخلو المملكة العربية السعودية تماماً من دور السينما، كما تفتقر إلى البنية التحتية لدعم صناعة الفن السابع، ولقاء ذلك سبق أن أسس شبان سعوديون مجموعة سرية أطلقت على نفسها اسم "الشمع الأحمر" تدعو أعضاءها لمشاهدة عروض سينمائية سرية في مكان خاص بمدينة أبها السعودية، متحدية غضب السُّلطات.

وفي العام 2009؛ ولأول مرة بعد ثلاثة عقود، استطاع السعوديون في العاصمة الرياض، ممارسة طقس الذهاب إلى السينما، وإن لم يُسمح للنساء بخوض تلك التجربة، في حين سُمِح للرجال والأطفال، بما في ذلك الفتيات حتى سن العاشرة، بالحضور، بعد الموافقة الرسمية على عرض فيلم "مناحي" في مركزٍ ثقافيٍّ تديره الحكومة.

ويعارض شيوخ الدين المحافظون، العروض السينمائية، إذ ينظرون إلى الكثير من الأنشطة الثقافية، بعين القلق، لخشيتهم من أن تؤدي تلك الأنشطة إلى "الاختلاط بين الجنسين، وانتهاك القيم السعودية المحافظة".

ويحاول المنحازون للسينما في السعودية، إحياء الفن السابع في بلادهم، مستفيدين من بيئة جديدة أكثر انفتاحاً في المملكة، إذ نظمت السُّلطات منذ عامَين، أول مهرجان سينمائي في مدينة الدمام.

وفي تموز/يوليو 2013 حاول محتسبون منع عرض الفيلم السينمائي "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، والذي يعد أشهر الأفلام السعودية الطويلة، في قصر الثقافة، في العاصمة الرياض، بعد أن فاز الفيلم بجوائز وشهادات تقديرية في كل من مهرجانات "البندقية" السينمائي، و"دبي" السينمائي، ومهرجان "كان" في فرنسا، كما رُشِح الفيلم لنيل جائزة الأوسكار ضمن قائمة أفضل فيلم اجنبي.

ويأمل الكاتب السعودي خالد ربيع السيد في كتابه "الفانوس السحري؛ قراءات في السينما" بعودة السينما إلى المملكة.

ويقول الناقد السعودي وعضو الجمعية السعودية للثقافة والفنون، يحيى رزيقان، إن "الشباب السعودي يسافر لأميال باحثاً عن عرض لفيلم جديد في مدينة دبي أو قطر أو البحرين أو غيرها من دول الجوار التي تعج بدور العرض السينمائي، وذلك لعدم توافر هذا النوع الجاذب لهم".

ويضيف رزيقان "الشباب أنفسهم قيد السفر الدائم، ما يحتم إنشاء دور سينمائية تحاكي الواقع، ليس فقط لمجرد الترفية، بل لأسباب اقتصادية تتضمن إتاحة كثير من مجالات العمل المختلفة.. وجود الدور سيسهم في احتواء الشباب من خلال انتقاء الأفضل بديلاً لتلك الأفلام الهوليوودية البعيدة كل البعد عن الحقيقة، وبديلاً عن الفضائيات المنتشرة العارضة لكل جديد من تلك الأفلام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com