صحف عربية عريقة "تحتضر" مع هيمنة التكنولوجيا الرقمية
صحف عربية عريقة "تحتضر" مع هيمنة التكنولوجيا الرقميةصحف عربية عريقة "تحتضر" مع هيمنة التكنولوجيا الرقمية

صحف عربية عريقة "تحتضر" مع هيمنة التكنولوجيا الرقمية

بدأت الصحافة الورقية، في كثير من الدول العربية والغربية، في التحول إلى صحف إلكترونية في الآونة الآخيرة، خاصة بعد توسع التكنولوجيا الحديثة، وانتشار المواقع الإخبارية، وسرعتها في نقل الأحداث.

ويمكن التطرق إلى بعض الصحف الورقية التي تحولت إلى إلكترونية، أو تعتزم التحول، حتى تحافظ على وجودها بين القراء الذين اتجهوا إلى "صحافة الإنترنت".

في بيروت "عاصمة الصحافة العربية"، وأهم المدن العربية لجهة حرية الصحافة، تعيش صحفها الورقية أياماً غير سعيدة ببدء تحول ثلاث من أعرق تلك الصحف إلى إلكترونية بشكل كامل لتتخلى عن مكانتها إلى جانب أخواتها من بقية الصحف، وليكون عددها الأخير الذكرى الأخيرة على وجودها مادياً بيد الناس.

وأول الصحف اللبنانية التي اتخذت قراراً بتحولها إلى نسخة إلكترونية بشكل كامل هي صحيفة السفير، حيث أرسلت الصحيفة كتابًا معممًا على الموظفين والصحافيين تبلغهم أن الظروف الصعبة التي تواجهها الصحيفة جعلت من الضرورة طرح كل الاحتمالات للنقاش بما فيها التوقف عن الصدور.

وأيضاً حذت صحيفة النهار حذو جارتها السفير، وبدأت تمهيدات تتردد من هنا وهناك عن نيتها التحول إلى صحيفة إلكترونية فقط، وبحسب المعروف من المعلومات والمتداولة في الوسط الصحافي اللبناني، يأتي هذا الكلام في وقت تأخرت المؤسسة ما لا يقل عن 7 أشهر عن دفع مستحقات موظفيها.

كما أبلغت صحيفة "اللواء" موظفيها، بمذكرة مطبوعة عن فتح باب الاستقالات، جاء فيها "عطفًا على إجراءات التقشف الأخيرة، وإفساحًا للمجال أمام الزملاء لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم، لقد تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية.

ولا تبدو صحف عَمّان أكثر استقراراً من صحف بيروت، حيث بدأت تلك الصحف بالاهتزاز والتراجع بقوة وبشكل سريع، إذ تبدو جريدة "الدستور" الصحيفة الأقدم في الأردن وواحدة من أهم 3 دوريات أردنية، وكأنها تتحضر للخروج من المشهد الإعلامي بسبب الأزمات المالية التي أثرت عليها.

أما صحيفة "الرأي"، الأولى أردنياً، بدأت تعاني أزمات مالية توقع محللون أن تتوسع وتصل لمستويات من الصعب حلها.

كما تواجه مصر أزمة حقيقية فيما يتعلق بمصير الصحف الورقية، ولكنها ليست أزمة عادية، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، لأن مصر هي أول دولة عربية شهدت صدور صحيفة يومية مطبوعة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.

وتواجه الصحف الخاصة في مصر، أزمة كبيرة ظهرت آثارها في أكثر من جريدة، حيث أُغلقت في سبتمبر العام الماضي جريدة التحرير الجديد عقب خسائر مالية لم يتحملها المالك، وتم تحويلها إلى موقع إلكتروني، مع فصل وتسريح عدد كبير من الصحافيين.

ولاستعراض بعض مظاهر بدء انهيار الصحافة المطبوعة والأزمات التي تتعرض لها، لابد من التوقف عند تحول صحيفة "المصريون" اليومية لإصدار أسبوعي، وبسبب الأزمات المالية بجريدة "المصري اليوم" أواخر العام الماضي، تم الإعلان حينها عن تقليص العمالة.

كما توقفت جريدة "التحرير" المصرية وتحولت إلى موقع إلكتروني فقط، إضافة إلى جريدة "البديل".

على المستوى العالمي، أعلنت شركة "إي أس آي ميديا" المالكة لصحيفة "إندبندنت" البريطانية في فبراير الماضي، أن آخر طبعة ورقية للصحيفة ستكون في مارس الجاري، وأنها ستتحول بالكامل إلى جريدة إلكترونية، في خطوة تعد الأولى من نوعها بين الصحف البريطانية، حتى تتماشى مع التطور وتكنولوجيا المعلومات الحديثة.

وفي أمريكا، أعلنت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" منذ أكتوبر عام 2008 إلغاء طبعتها الورقية والاكتفاء بنسخة إلكترونية بعد قرن كامل من الصدور، وتصنف الصحيفة أميركياً بأنها من أعرق الصحف هناك.

وبعد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، صدرت مجلتا بي سي وورلد وانفو وورلد في طبعات إلكترونية فقط.

ومن بين أبرز وأشهر الإصدارات المطبوعة التي اختفت من العالم أخيراً مجلة "نيوزويك" الأميركية التي تحولت إلى مجلة إلكترونية فقط منذ بداية العام 2013.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com