نوريكو توميزاوا.. باحثة يابانية تروي قصة عشق النخيل العربي
نوريكو توميزاوا.. باحثة يابانية تروي قصة عشق النخيل العربينوريكو توميزاوا.. باحثة يابانية تروي قصة عشق النخيل العربي

نوريكو توميزاوا.. باحثة يابانية تروي قصة عشق النخيل العربي

نوريكو توميزاوا، باحثة يابانية حصلت على درجة البكالوريوس، بقسم الموضة، كلية الاقتصاد المنزلي، من جامعة "ثوغينو للموضة" اليابانية، وكان عنوان مشروع التخرج "الملابس التقليدية الصينية في العصر الحديث"، وهي تعيش في مصر منذ عام 2005، وتدرس الفنون الشعبية والفولكلور العربي والحرف اليدوية العربية التقليدية، خاصة من خامة النخيل، والذي تعتبره ليس مجرد شجرة، بل رمزاً للهوية والتاريخ العربي الضارب في عمق الزمن، حيث تقدمت بدراستها الماجستير للمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون المصرية، تحت عنوان "منتجات الحرف اليدوية من النخيل والبامبو.. دراسة مقارنة بين مصر واليابان".

وقالت نوريكو توميزاوا، في تصريح خاص لإرم نيوز "النخلة شجرة ذات أنواع كثيرة جدًا في العالم العربي، وقد ذكر لي عالم البساتين المصري بجامعة أسيوط، الدكتور محمد حسين، أن شجرة النخيل ذكرت في القرآن الكريم في 23 موضعًا، ويمتلك العالم العربي وحده 90% من نخيل العالم".

وسجلت نوريكو، إعجابها وانبهارها بالنخيل العربي، قائلة "النخلة في التصوير الشعبي ترمز إلى الإنتاج والوفرة، رسمها الفنان الشعبي كامرأة مثمرة معطاءة، محلقة بسعفة في كل الاتجاهات، كما رسمها في وحدات الوشم، يظلل بها العروسين، لكي ينشر معنى التعاطف والتجاوب والبعد عن الشر، كما رسمت النخلة على الكثير من المنتجات الشعبية العربية، مثل الأباريق والأزياء، كما اقترنت برموز عديدة في توسيع الرزق وجلب الخير".

وتابعت "بعض الحالات رسمت النخلة مصحوبة برمز السمكة، الذي يرمز إلى وفرة النسل والتكاثر، وفي تصوري أن قيمة النخيل في الوسط الشعبي ليست نابعة من فراغ، وإنما لها خلفية دينية وجذور تاريخية عربية قديمة".

وعن بداية تعرفها باللغة العربية، تروي نوريكو توميزاوا "منذ طفولتي وأنا أعشق مشاهدة المسرح والرقص المرتبط بالرقصات والأغاني الفلكلورية القديمة للشعوب، خاصة الصينية والهندية".

وأردفت "أحببت قراءة الكتب التي تحكي عن تاريخ وثقافة الشعوب والحضارات القديمة، وعندما شاهدت فن الرقص الشرقي، وقرأت من خلال كتابات المستشرقين أنه الفولكلور الوحيد لمنطقة الشرق الأوسط شككت في الأمر، خاصة أن عالم الشرق الأوسط واسع جدًا، والبيئة الطبيعية فيه مختلفة ومتنوعة، لذلك اعتبار الرقص الشرقي هو الفولكلور الوحيد أمر غير معقول".

وأضافت "ومن هنا بدأت رحلتي للتعرف على ثقافة المنطقة العربية، من خلال فنونها التقليدية والشعبية، وقمت بالبحث باللغة الإنجليزية، ولكن يبدو أن فيها كتابات استشراقية غير صحيحة، لذلك بدأت بدراسة اللغة العربية".



وترى نوريكو توميزاوا، أن الثقافة العربية موجودة بشكل كبير في اليابان، وهناك العديد من كتابات المستشرقين تتناول تاريخ الرقص الشرقي مختلطاً بالرقص الهندي والفلامنكو والغجري والفلكلور المصري.

وأشارت "كما أن هناك اهتمامًا كبيرًا من جانب السفارة السعودية، على انتشار اللغة العربية، ويوجد المسجد الجميل جامع طوكيو، والذي بناه الأتراك بمعمار عثماني، وللأسف لا يستطيع الشعب الياباني أن يعرف الاختلاف بين العرب وتركيا، كما هو الحال عند العالم العربي الذي لا يستطيع أن يعرف الاختلاف بين الصين واليابان".

وعن حجم الكتب العربية المترجمة إلى اللغة اليابانية، تقول توميزاوا "حركة الترجمة ضعيفة إلى حد كبير، بالقياس إلى التراث الحضاري والثقافي لكل من العالم العربي واليابان، وهو ما جعلني أبادر بترجمة عدد من قصص الأطفال العربية إلى اليابانية، كخطوة أولى لتعريف الطفل الياباني بالحضارة العربية وتراثها وثقافتها وفنونها، لذلك أترجم في مكتبة إيتاباسي بولونيا كتب للأطفال، وهي تابعة لمجلس حي أيتابتسي، بطوكيو، والذي يقيم مع مدينة بولونيا الإيطالية معرضاً دولياً لكتب الأطفال سنويًا".

وتابعت "وتهدي مدينة بولونيا، الكتب المعروضة فيه والمترجمة إلى عدة لغات، إلى حي أيتابتسي بطوكيو، ولقد قمت بترجمة نحو خمسين قصة صغيرة للأطفال، ولكن لا نستطيع عرض الترجمة الكاملة على الجمهور بدون تصريح، للحفاظ على حقوق التأليف والنشر، والآن تعرض فقط بيانات الكتب والترجمة المختصرة على الجمهور".

وأخيرًا، تتمنى الباحثة اليابانية نوريكو توميزاوا، أن تقوم وسائل الإعلام العربية، بالتعريف أكثر بالشعب الياباني وثقافته وفنونه، قائلة "اقترح تقديم برنامج تلفزيوني لتعليم اللغة اليابانية بطريقة مبسطة، مع تقديم أهم الفنون والفعاليات اليابانية التي تقام حاليًا، وتبادل البعثات الدراسية بين الطلاب العرب واليابانيين، ومد جسور التواصل والترجمة عن الأدب والعلوم، وغيرها بين الشعبين العربي والياباني، كما أتمنى أن أترجم القصص اليابانية إلى اللغة العربية، وأن يهتم العالم العربي بالثقافة والآداب والأديان اليابانية، ولا يهتم فقط بالعلوم التكنولوجية اليابانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com