شكري المبخوت: "الطلياني" ليست سيرتي الذاتية
شكري المبخوت: "الطلياني" ليست سيرتي الذاتيةشكري المبخوت: "الطلياني" ليست سيرتي الذاتية

شكري المبخوت: "الطلياني" ليست سيرتي الذاتية

قال الكاتب التونسي، شكري المبخوت، الحاصل على جائزة البوكر للعام 2015 عن روايته "الطلياني"، إنها ليست سيرة ذاتية بقدر ما هي سيرة جيل بأكمله عايشه شكري بآلامه وطموحاته وأحلامه.

وقال المبخوت، الأحد، على هامش الدورة 22 لمعرض الكتاب الدولي في الدار البيضاء، إنه لم يكن بحاجة إلى القيام ببحث تاريخي في "الطلياني"؛ لأنه عاش تلك المرحلة غير المكتوبة من تاريخ تونس، وترك بطل الرواية يعبر عن جيل عاش تحولات وتناقضات وأزمات بلاده.

وتحكي الرواية، قصة شاب تونسي يساري يدرس في الجامعة، وفي نفس الوقت قيادي في الاتحاد العام لطلبة تونس، إبان فترة حكم الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وما تلاها.

وشكري المبخوت (55 عاما) رئيس جامعة منوبة في تونس وحاصل منها على درجة الدكتوراه في الأدب، وله عدة مؤلفات في الآداب والنقد من بينها "سيرة الغائب وسيرة الآتي"، وكتاب "جمالية الألفة: النص ومتقلبه في التراث النقدي"، كما سبق وحصل على جائزة الملك عبد الله في الترجمة.

وردا على رؤية النقاد بأن الرواية تتناول فترة الحراك الاجتماعي الذي شهدته تونس في 2011، خلال فترة انتفاضات الربيع العربي، قال الأديب التونسي، إن التوافق بين زمن الرواية وزمن الكتابة لم يكن مخططًا له، لكنه وجد "تشابها بين مرحلة نهاية بورقيبة وبداية بن علي، ومرحلة نهاية بن علي وبداية الثورة، والواقع الذي يربط بين الفترتين، أنهما فترة انتقال وتحول ووعود وآمال وتخوف".



وأشار المبخوت إلى أن التحولات التي تشهدها تونس والمنطقة العربية عموما، من شأنها أن تفرز أدبا آليًا، تحولات في الكتابة الإبداعية، أي أن ما يسمى "أدب الثورة" لا يتماشى بالضرورة مع التحولات الاجتماعية، وخير مثال على ذلك، ما أفرزته الثورة الفرنسية فالأدب الذي تلاها "أدب رجعي وليس أدبا ثوريًا".

موضحًا أن الكتابة عن الحدث وهو ساخن، لا يتماشى مع فعل الرواية، لأن الأخيرة فعل تأمل في الواقع واستخلاص المعنى القابع وراء تلك التغيرات المتسارعة أحيانا، ولافتًا إلى أنه لا يعدّ نفسه "مناضلًا بالقلم".

وقال المبخوت، إن تصنيف الرواية ضمن الواقعية الكلاسيكية، من قبل بعض النقاد، لا يزعجه، وأضاف، إن "بناء الطلياني ليس خطيًا وليس كلاسيكيًا،ولي من الأدلة على ذلك ولكن لست في موضع تحليل للنص، ولا دفاع عن رأي احترمه في جميع الحالات".

وأضاف: السبب الحقيقي هو أن التجريد الروائي وصل إلى طريق مسدودة عند الغرب ومنها انتقل إلى العالم العربي متأخرا ، ثم وصل إلى طريق مسدودة أيضا عندنا؛ بحيث وصلنا إلى روايات لا نستطيع أن نتجاوز فيها 10 أو 20 صفحة، وهنا أتحدث عن نفسي كقارئ ولست روائيا في هذا المعنى"، مؤكدا أننا جميعا" نحب الحكاية لأنها تحمل فضاء للحلم وللتفاعل".

وتساءل "ما الأدب إن لم يكن تفاعلا بين القارئ والنص الذي يقرأه، ومن هنا الأعمال الكبرى- ولا أعدّ "الطلياني" منها- كلها فيها هذه الحكاية، مَنْ ما زال يتحدث عن التجريد الروائي اليوم بالرغم من أهمية التجريد من الناحية النظرية والتاريخية؟".

وقال: إن "الطلياني" قدمت أسئلة فلسفية عدة، حسب النقاد وحسب الكاتب نفسه الذي يعدها "اقترحت أسئلة جمالية وأسئلة فلسفية. من بين الأسئلة الجمالية في نظري منزلة الراوي في الرواية"، لكن السؤال الفلسفي الأساسي فيها هو سؤال الحرية "في مجتمعات رجعية لا تؤمن بالحرية الفردية".

وعن الرواية العربية قال، إنها ما تزال تبحث عن صوت يميزها عالميا. الحضور فقط ليس كافيا ولكن الرهان أن تساير الإنتاج العالمي من روايات ممتعة ورائعة تعبر بعمق عن الوجع الإنساني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com