"فلوكة"..  حوار بين الصور والكلمات عن "سحر" جزيرة قرقنة التونسية
"فلوكة".. حوار بين الصور والكلمات عن "سحر" جزيرة قرقنة التونسية"فلوكة".. حوار بين الصور والكلمات عن "سحر" جزيرة قرقنة التونسية

"فلوكة".. حوار بين الصور والكلمات عن "سحر" جزيرة قرقنة التونسية

توثق المجموعة الشعرية "فلوكة"، صورا شعرية وفوتوغرافية تحاكي "سحر" جزيرة قرقنة على الساحل الشرقي لتونس.

ويستمد الكتاب عنوانه من التراث المحلي للجزيرة المعروفة ببحرها الساحر وبنشاط الصيد البحري.

و"الفلوكة" في اللهجة التونسية تعني مركب الصيد العتيق، حيث تتمحور حياة مئات الأسر في الجزيرة.

والعمل ثمرة لقاء بين المصور الفرنسي بيير جاسين الذي استقرّ في قرقنة "قلب البحر الأبيض المتوسط" كما وصفها، وأحلام غيازة الشاعرة التونسية المنحدرة من الجزيرة.

وتستلهم "غيازة" صورها الشعرية من ذكريات الطفولة التي قضتها في قرقنة ومن صور بيير جاسين التي حرّكت فيها الحنين إلى تلك الأيام وإلى أدق تفاصيل الجزيرة الساحرة.

2022-10-41CayVlBLML._AC_SY580_
2022-10-41CayVlBLML._AC_SY580_

لذلك بدا الكتاب وكأنه حوار بين الصور والكلمات يصبّ في النهاية في وصف دقيق تطرب له عين القارئ وتدفعه إلى العيش في عالم يشبه الحلم.

وتستند نصوص أحلام غيازة إلى ألوان الأرض والبحر، وتعتمد الشاعرة التونسية أسلوبا خاليا من علامات الترقيم والوقف، كتعبير رمزي عن حريتها اللامحدودة في فضاء النص الشعري وزمانه.

وتقول في أحد المقاطع: "فلوكة بلدي أدفعها نحو الأفق/ أضع ألمي في الداخل/ أضع طفلا في الماء/ وأرسله إلى كل الفراعنة".

وتلاحظ أيضًا في هذا النص نفسه: "وعندما نأوي إلى الشاطئ الناعم والموجة المفقودة/ تنقع شجرة النخيل في التربة العطشى بنبيذها/ ويخرج الكلب أذنيه عند صوت خطواتك المرصعة بالنجوم".

أمّا صور بيير جاسين، فتنقل حياة أهالي قرقنة بتفاصيلها التي يطغى عليها اللون الأزرق، لون البحر والسماء، مستلهما من "الفلوكة" وهي مراكب الصيد العتيقة التي صنفتها منظمة "اليونسكو" من بين التراث العالمي سنة 2020، والتي تتزين بحواجز من الدانتيل الأزرق.

2022-10-shutterstock_1489174997-1
2022-10-shutterstock_1489174997-1

وفي هذه الصور الملهمة تبدو قرقنة كقطعة أرض مفقودة في قلب المتوسط، في بحر خاص جدا في صورة مد وجزر منخفض حسب الساعات والفصول، ومع غروب الشمس الرائع وتدرجات الألوان البراقة التي تطبع ذلك المشهد البديع.

ويوفر نشاط الصيد البحري و"شعب البحّارة" الذي يقتات من البحر منذ سنين طويلة، مادة مميزة لتجسيم هذا "التقاطع بين المناظر الطبيعية والضوء والحركة والنظرة التي تجسد اللحظة" كما تقول أحلام غيازة في مقدمة الكتاب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com