الفلسطينية شريهان الحدوة.. فنانة كوميدية كفيفة "تشعل" الضفة بالضحك
الفلسطينية شريهان الحدوة.. فنانة كوميدية كفيفة "تشعل" الضفة بالضحكالفلسطينية شريهان الحدوة.. فنانة كوميدية كفيفة "تشعل" الضفة بالضحك

الفلسطينية شريهان الحدوة.. فنانة كوميدية كفيفة "تشعل" الضفة بالضحك

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على الفنانة الفلسطينية الكفيفة، شريهان الحدوة، التي تقدم ما يعرف باسم "كوميديا الستاند أب" في الضفة الغربية المحتلة.

ووصفت الصحيفة في تقرير لها، العرض الكوميدي "نو شيري No Cherie "، الذي تقدمه الحدوة بأنه "سيرة ذاتية تتحدى السرديات التقليدية لحياة بلدها الموسومة بالضيم، وذلك بإشعال المسرح بالضحك والأوسمة".

وتجعل الحدوة من عرضها الحالي على مسرح صغير في طولكرم شمال الضفة الغربية، ظاهرة عبقرية بغناء البوب والرقص والضحك الصاخب المقترن بلسعة الغضب، إذ يغلي  فيعطي التمثيل قوة إقناع مضاعفة، وفق الصحيفة.

ونقل التقرير عن الشابة البالغة من العمر 35 عامًا، قولها: "أنا لا أبحث عن التعاطف، أعتقد أن الناس تتفاجأ أحيانًا بمصادفة امرأة عمياء صادقة مثلي، هذا جزء من المرح، أحب مفاجأة الناس وفتح آفاقهم، لقد ساعدني الضحك، إنه يساعد الجميع ".

وفي عرضها الحالي على مسرح "الستاند أب"، تعرض "شريهان" لقطات من السخرية المرة وهي تصوّر كيف يتعامل معها الناس، كفتاة ضريرة، وتنوّعت في ذلك بدءا من حرج المديح المستفيض للغرباء الذين يساعدونها في عبور الطرق المليئة بالحفر، إلى الاضطرار إلى حضور كونسولتو طبي مرة واحدة في السنة "لإثبات أنني مازلت عمياء لا أستطيع رؤيتهم".

 صعوبات التكيف مع الإعاقة

وكانت الحدوة قد أصيبت بالعمى فجأة، وهي في السادسة عشرة من عمرها، بعد إصابتها بفيروس أتلف الشبكية والعصب البصري.

وقد عانت - حسب وصفها - من صعوبات إعادة التكيف، لتمضي سنوات في الحزن من أجل مستقبل مختلف".

لكن مع الدعم الذي لقيته من أهلها تعلمت حدوة طريقة "برايل" وسجلت في مدرسة ثانوية، حيث نجحت في اجتياز امتحاناتها ثم تدربت لتصبح سكرتيرة طبية، تردّ على الهواتف في مستشفى في بيت لحم".

توفي والداها قبل بضع سنوات، وهي تعيش الآن بمفردها في منزل العائلة في بيت جالا، بالقرب من أختها.

وفي عام 2013 انضمت حدوة إلى فرقة مسرحية في بيت لحم ، لكنها لم تتفرع إلى الكوميديا حتى العام الماضي، لقيت مساعدة في الكتابة من زميلتها الكوميدية منال عوض، فضلا عن  الدعم  الذي وجدته لدى مسرح الحارة في بيت لحم.

ويعتبر مسرح "الستاند أب" شكلا جديدا من أشكال الترفيه في الأراضي الفلسطينية، وفق التقرير.

وقال: "أدرك الفنانون الفلسطينيون في السنوات الأخيرة، أن الجمهور يتقبل الكوميديا المستخلصة من المصاعب الحياتية التي يعانون منها: عمليات التوقيف في نقاط التفتيش الإسرائيلية، والقيود المفروضة على الحركة، والعنف، والفقر، والسياسة.. كلها لعبة تتحدى العدالة".

وأضاف أنه "في مجتمع يمكن أن يكون محافظًا بشدة، مع عدد قليل من المنافذ الإبداعية، فإن الضحك المشترك يصبح مطلوبا بشدة وأنت تنتقد ثقافة الزفاف الفلسطينية، والأطباء العرب إلى الآباء المستبدين".

مهرجان الكوميديا الفلسطينية  

وعرضت "الغارديان" لمهرجان الكوميديا الفلسطينية بأنه نجح خلال السنوات السبع الماضية بترقية ومأسسة هذا الفن.

وأنشأ هذا الفن الفلسطيني الأمريكي عامر زهر في عام 2015 وهو الآن يقام كل شهر أغسطس.

وفي السنوات السابقة، ضمت التشكيلة الفلسطينية -الأمريكية أسماء مثل محمد عامر فنان النتفلكس، والممثل الكوميدي المصري الأمريكي المرشح لجائزة إيمي رامي يوسف، لكن التشكيلة هذا العام جاءت جميعها من سبعة ممثلين كوميديين فلسطينيين.

وقالت الفنانة الحدوة: "مسرح الستاند أب كوميدي وهو بالنسبة لي وسيلة جديدة لإشراك الجمهور في التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، ولتطبيع وجودهم في الحياة العامة، أنا أحب عمل ذلك".

وأضافت: "جيد أن تجعل الناس يضحكون ويترابطون بشأن ما يجعلنا متشابهين وما يجعلنا مختلفين. يسعدني أن أكون مثالاً على أن المعاقين ليسوا عاجزين، نحن قادرون تمامًا مثل أي شخص آخر ويمكننا القيام بالأشياء بشروطنا الخاصة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com