طيران مروحي إسرائيلي يقصف بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة

logo
ثقافة

تقرير: "الموروث الثقافي" ساحة مواجهة جديدة بين المغرب والجزائر

تقرير: "الموروث الثقافي" ساحة مواجهة جديدة بين المغرب والجزائر
13 نوفمبر 2021، 10:27 ص

أدت التوترات السياسية المتجددة بين الرباط والجزائر إلى إحياء الخلاف حول بعض العناصر الرئيسية للتراث الثقافي المشترك بين البلدين، من شخصيات تاريخية أو مأكل أو ملبس أو تراث موسيقي، مثل طارق بن زياد أو ابن خلدون أو "الكسكس" (وهي أكلة مغاربية شهيرة) وموسيقى الكناوة و"الملحون" و"القفطان".

ويقول تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" إن الحرب الدبلوماسية تقابلها حرب ثقافية تتعلق بالموروث الحضاري وصراع "الهويات"، موضحا أن مواطني البلدين الجارين وبالتزامن مع تصاعد التوترات بين بلديهما، كانا يتصادمان على مواقع التواصل الاجتماعي، مع خلافات كبيرة، بين الجانبين، حول أصل العناصر الثقافية المشتركة مثل "الكسكس" و"الطاجين" و"القفطان" و"القناوة"... فقد أصبح كل شيء محل تنازع وجدال بما في ذلك جنسية الشخصيات التاريخية مثل طارق بن زياد أو ابن خلدون.

وينقل التقرير عن المحلل السياسي رشيد عشاشي قوله: "نرى العديد من المجموعات الافتراضية تزدهر على الويب، والتي جعلت الاستيلاء على الجوانب الثقافية المختلفة من اهتماماتها".





وأضاف أنه "على الجانب المغربي، يمكننا أن نذكر على وجه الخصوص "المغاربيين" الذين ينشرون بانتظام على مواقعهم مقالات مكرسة لتاريخ تراث المملكة سواء كان ملموسا أو غير ملموس، والذين لديهم جمهور كبير، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي".

ويتابع عشاشي قوله: "على الجانب الجزائري، وإن لم تكن هناك جماعة تتمتع بشعبية تضاهي تلك التي يتمتع بها "المغاربيون"، فهناك العديد من مستخدمي الإنترنت الذين تتمحور منشوراتهم بشكل شبه منهجي حول الدفاع عن الهوية الجزائرية التي يهاجمها جارها الغربي".

وكتب أحد المغردين يحمل اسم "لؤلؤة الجزائر" قائلا: "لقد سرق المغرب كل التراث الجزائري: القفطان والكسكس والطاجين.. كل هذا له أهداف سياسية استعمارية جديدة، نحن شعبان مختلفان، لدينا تاريخنا وتراثنا، من فضلك لا تسرقها منا".

ووفق "جون أفريك" فإن "انتشار هذا النوع من المحتوى في الأشهر الأخيرة يشير إلى وجود محاولة لاستعادة أسئلة الهوية، ويؤكد عشاشي في هذا السياق أنه "غني عن القول أن الهوية الحقيقية لا تكمن في الكسكس أو في القفطان بل في القيم الحضارية لكلا الشعبين".





ويتابع الباحث قوله: "في حالة الجزائر، وفي ظل التوترات الدبلوماسية والعسكرية، فإننا نعثر على جبهة جديدة ثقافية هذه المرة، وهذا يدل على أن هذا البلد قد استنفد جميع الآليات الموجودة تحت تصرفه: إغلاق الحدود وقطع العلاقات الدبلوماسية، وإلغاء تجديد خط الأنابيب الذي يمر نحو إسبانيا، كل ما تبقى هو هوس الثقافة والهوية لتغذية النزعة الوطنية والعظمة وإثارة الحماسة القومية للشعب"، بحسب قوله.

ويشارك وجهة النظر هذه المؤرخ والباحث في العلوم السياسية نبيل مولين، الذي أوضح أن "تصاعد التوترات بين الرباط والجزائر في الأشهر الأخيرة دفع السلطات الجزائرية إلى اللجوء إلى سلاح جديد هو الصراع على "الرموز"، وفق ما نقلته عنه "جون أفريك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC