ترامب يهدد بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي اعتبارا من مطلع يونيو
يسلط فيلم "شدّ على يدي بقوّة" لمخرجه الفرنسي ماثيو أمالريك، الضوء على قصة رحلة امرأة في دروب الحياة، تواجه صعابها بعد أن فقدت عائلتها في حادث مميت، وفق ما ينقله تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وهذا الفيلم هو الفيلم الطويل السابع لماثيو أمالريك كمخرج، والذي يعد أحد أبرز الشخصيات في سينما المؤلف في فرنسا، بحسب التقرير.
وكان أمالريك ممثلا رائدا للجيل الجديد في التسعينيات إلى جانب المخرج أرنو ديسبلشين، لكنه تجاوز الخطر القاتل المتمثل في التوقّف عند تلك المحطة وسعى إلى تنويع تجاربه التمثيلية والإخراجية، على حد قوله.
ويقول التقرير إنّ المخرج تجنّب المزالق التي كان من الممكن أن يقع فيها واخترع قصصا مجنونة ومختلفة تماما عن بعضها البعض، وكان يحسن التعبير الكئيب عن واقع أو كائن ما، وهو ما ميز جميع أعماله بدءا من "تناول حساءك" (1997) ومرورا بـ "بربرا" (2017) و"جولة (2010) و"الشأن العام" (2003) وكل هذه الأعمال مبنية على هذا النموذج، وفق التقرير.
ويضيف تقرير "لوموند" أنّ المخرج يقدّم في فيلمه الجديد "شدّ على يدي بقوّة" نوعا من تأكيد هذا الميل المضطرب والنابض الذي نجده في أعماله السابقة، والفيلم عبارة عن شريط من الوقائع ذي وجهين، يكشف الوجه الأول عن حياة طبيعية، تبدأ بمغادرة المرأة المنزل وكأنها تودعه للمرة الأخيرة بعد أن تطيل النظر في صور ابنيها، بينما يظهر الطفلان وقد تقطعت بهما السبل داخل المنزل يعدّان الإفطار، لكن بمرور الوقت ينتابهما القلق لغياب الأم.
أما الوجه الثاني فتبدو فيه المرأة ثابتة في مكانها لا تغادر المنزل لكنها تستحضر رحلة ذهبت ضحيتها عائلتها بأكملها نتيجة حادث جبلي مميت، وهي تحاول أن تقنع نفسها بأنهم لم يتركوها وتتخيل أنها هي التي غادرت لتفادي الحزن الذي خلفه فراقهم، لأنها أدركت أنّ العيش بمفردها بعد اختفاء العائلة التي أحبتها أمر غير مقبول، لذلك تتخيل أنها هي التي تركتهم حتى يحزنوا بالطبع على رحيلها، وهم في مخيلتها لا يزالون على قيد الحياة حتى تتمكن أيضا من التفكير فيهم على أنهم الأحياء الذين كانوا سيعيشون حياتهم بدونها.
وتمضي أحداث الفيلم قائمة على هذا الخيال، حيث تتخيل المرأة أطفالها الكبار وزوجها يراقبهم، وتستعرض في كل ذلك سلسلة من الذكريات المرئية والصوتية التي تختزل حادثة الفراق والموت، والتي تتضمن طرفين الأول يرحل والثاني يبقى ويتألم لهذا الفراق مع تبادل للأدوار في مخيلة كل طرف.
واختتمت "لوموند" تقريرها بالقول، إنّ ما يدور من أحداث في الفيلم شعور قاس وحزين للفراق، تسعى فيه هذه المرأة إلى البحث عن "قطعة من الجنة" لتهدئة جرحها".