عاجل

وزير خارجية الصومال: سنتحالف مع كل من يساعدنا في الدفاع عن سيادتنا

logo
ثقافة

فيلم "الساعي".. تصوير متقن للحرب الباردة بقالب كلاسيكي

فيلم "الساعي".. تصوير متقن للحرب الباردة بقالب كلاسيكي
29 مايو 2021، 5:24 م

يقدم فيلم الدراما التاريخية الأمريكي "الساعي/The Courier"، الصادر أواخر مارس/آذار 2021، تصويرا متقنا عن الحرب الباردة وتبعاتها وما تخللها من حرب جواسيس متشعبة وطويلة.

وتروي أحداث العمل قصة جريفل، رجل الأعمال البريطاني الذي جندته الاستخبارات البريطانية، لتنفيذ مهمة حساسة بالتعاون مع الجاسوس السوفييتي أوليغ بنكوفسكي، الذي مرر معلومات بالغة الحساسية للغرب وساعد في إنهاء أزمة الصواريخ الكوبية والحد من آثارها السلبية عالميا.

وتسود في الفيلم الأجواء الجدية منذ اللحظات الأولى، ما يظهر في خطاب جماهيري يقدمه أحد السياسيين السوفييت بنبرة جهورية وحنق شديد وملامح خشنة أمام تجمع جماهيري حاشد.

ويدعو الخطاب إلى إنهاء زمن الإمبريالية ودفن قادتها ومنظريها، وشحن الجماهير بمشاعر الغضب والحقد، محاولا استفزازهم من خلال اللعب على وتر شجاعتهم والحديث عن مثالب الرأسمالية الغربية.





وفي مشهد سريع يصور المخرج عواقب الخيانة في الاتحاد السوفييتي، إذ ألقت السلطات القبض على جاسوس يعمل لصالح المملكة المتحدة، وعاقبته أمام الجميع في محكمة ميدانية بإطلاق النار على رأسه، لتبث رسالة تحذرهم فيها من عاقبة الخيانة.

وندخل في خضم الحبكة الرئيسة مع محاولة السلطات البريطانية البحث عن شخص من خارج المنظومة ولا يثير الشبهات، ليقع الاختيار على رجل الأعمال جريفل، إذ يلتقي به عميلان ممثلان للسلطات ويطلبان منه التعاون، أمام استغرابه الشديد.

ويستهجن جريفل الموقف، إذ لا يجد في نفسه المؤهلات اللازمة لهذا النوع من الأعمال الحكومية الحساسة، فهو مجرد تاجر عادي وعمله بعيد كل البعد عن الاستخبارات والعمل السياسي.

ويقدم العميلان شرحا مبسطا عن ماهية المهمة الموكلة لجريفل، في محاولة لإقناعه بشرعيتها، وأنها سهلة ولا تعرض حياته للخطر، ليوافق في نهاية المطاف على الانضمام لهم والسفر إلى موسكو بصفته مجرد تاجر جوال.





ويضيف ممثل الحكومة بسخرية بأن المهمة لو كانت بهذه الخطورة والسرية لما كانت السلطات لتختار رجلا مثله عديم الخبرة ليؤديها.

وقدم المخرج لقطات تصويرية تتسم بالبساطة والمباشَرة وتتواءم والمرحلة التاريخية، مستعينا بخلفية موسيقية جوهرها مقطوعات كلاسيكية توحي بالرجوع في الذاكرة إلى الزمن الماضي من خلال سيمفونية بحيرة البجع للموسيقار تشايكوفسكي وغيرها.

ولم يهمل الفيلم الجانب الأسري والعاطفي، إذ صور المخرج تبعات سفره إلى الاتحاد السوفييتي وما نتج عنها من سوء علاقته مع زوجته، وبشكل خاص بعد تغير شخصيته إثر كل مهمة يؤديها في موسكو، وتحوله إلى شخص غضوب كتوم.

واتخذ الفيلم الإيقاع البطيء الهادئ جدا، وأشار بعض النقاد إلى افتقاره لحبكة رئيسة مشوقة، فكانت الأحداث عبارة عن تكرار ممجوج، ما أدى إلى تخلل العمل لمواطن ضعف عدة وبث مشاعر الملل لدى المتلقي.





في حين نجح المخرج بانتقاء أماكن تصوير عاكسة للحقبة الزمنية، من خلال الأزياء الكلاسيكية وتسريحات الشعر التقليدية والقبعات الجميلة والمعاطف الطويلة وعربات الستينيات والأثاث الأثري.

وجاءت الإضاءة متنوعة بين بروز الأحمر القاني والألوان الخشبية الموحية بالدفء والطمأنينة، وبين الأزرق العاكس للحرب الباردة المتناغمة مع الأجواء الشتوية في مواقع التصوير.

والعمل من إخراج دومينيك كوك، وسيناريو توم أوكونور، وبيندكت كامبرباتش، وريتشل بروسنهان، وميراب نيندز، وجيسي باكلي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC