غالانت: تمكنا من القضاء على قيادة حزب الله العليا بشكل شبه كامل
تستحضر المجموعة القصصية "حواء بين أهدابها موطني" الصادرة حديثا، للكاتبة السورية لينا عبد الكريم غانم، الخيال في مزج متقن مع الواقع مركزة على حضور المرأة ومنتصرة لدورها في المجتمع.
وتحفل قصص المجموعة بسيدات، تدين أوضاعهن المعيشية، ودخلن ميادين الحياة، ليتحولن إلى رائدات اجتماعيات، يشاركن الرجال في أدق التفاصيل.
وامتاز أسلوب غانم في قصصها بالمقدمات البلاغية، لتكون مدخلا لتتالي الأحداث، محققا توازنا بين الحبكة وطريقة الطرح، وبين المضمون والشكل؛ على غرار ما نقرؤه في قصة "العرافة" التي تركز على الدور المحوري للمرأة بأسلوب سردي رصين.
وتتطرق الكاتبة للخلفيات النفسية لأبطالها، مراعية إبراز دور العوامل النفسية، وتداعي المشاعر؛ كما في قصة "جدتي الصبية".
تقول غانم في إهدائها للمجموعة: "لسيدات الحب حاملات الوجع وتاج الصبر؛ من قال فيهن نزار (مادمت لي/ فحدود الشمس مملكتي/ والبر/ والبحر/ والشطآن/ والجزر). من قيل عنها ناقصة عقل ودين. لكل من احتوى المرأة ومنحها السكينة والطمأنينة. الرجل الذي لا تكتمل أنوثتها إلا به ولا تجود بأي جميل".
وتطرقت المجموعة لنماذج متنوعة من السيدات، محاولة إظهار مكامن قوة كل منهن، مستعينة بخلفيات تؤطر كل واحدة منهن، لتظهر أثرها في محيطها ضمن السياق القصصي، فضلا عن هواجسها ورؤاها وتطلعاتها.
تقول الكاتبة: "لم يتوقف زحف المشيب إلى رأسه، ولكنه زاده وقارا وجاذبية. أراد محبوبة تملأ الفجوات التي بداخله، والتي أحدثها الزمن ليكتمل بها روحا وجسدا، أو هو ذاك الوجه الحزين الذي أراد من حواء أن تحتويه بأهدابها فتكون له موطنا. نعم فقد أراد أن تضمه جهرة لا خوفا من واش يرى أو يسمع. أراد أن يعيش مع من يبحث عنها عشقا يسري في جسده وروحه معا".
وفي المجموعة نلمح السيدة الأم، والجدة، والعاشقة، والعاملة، ونطالع المرأة المتماهية مع محيطها، وفي قصص أخرى نرى المرأة وهي حاملة للواء التغيير.
وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قالت غانم إن "وجودي في مجتمع شرقي مازال يترجم بين مفاهيم بالية وحديثة مستوردة، عن الأنثى، حثني لأصبح امرأة ترسم المرأة؛ الحبيبة والمؤنسة والمتمردة والنادمة، والخاضعة للأمر الواقع. وبالمجمل والأقرب لقلبي رأيتها حاملة الوجع وتاج الصبر. باختصار رأيتها وطنا وجسدتها كذلك في مجموعتي".
سبق أن أصدرت الكاتبة المجموعة القصصية "قطاف من بلاد الياسمين" عام 2017. وتشرف حاليا على إعداد معجم أفضل 100 شاعر عربي، واختارت لجنة المناهج في وزارة التربية السورية نصوصا للكاتبة، لإدراجها في مناهج العام المقبل.