الموت يغيّب الأديب الكويتي البارز فاضل خلف التيلجي

الموت يغيّب الأديب الكويتي البارز فاضل خلف التيلجي

غيَب الموت اليوم الثلاثاء الشاعر والأديب الكويتي فاضل خلف التيلجي، أحد أبرز أدباء البلد الخليجي وأول من نشر مجموعة قصصية قبل قرابة 7 عقود، عن عمر يناهز96 عاما، أمضى أكثر من نصفها في عالم الأدب والشعر والإعلام.

وتوفي التيلجي، وهو أحد مؤسسي رابطة الأدباء الكويتيين، عقب معاناة طويلة مع المرض، حيث نعته شخصيات سياسية وأكاديمية ومجتمعية بارزة، أشادت بمسيرته الطويلة والحافلة في الأدب التي أثمرت عن دواوين شعرية ومؤلفات وقصص ومقالات متنوعة.

وُلد الراحل في تشرين الأول/أكتوبر العام 1927 في منطقة شرق في محافظة العاصمة، وتلقى تعليمه في المدرسة الشرقية والجعفرية والمباركية، وبعد أن أنهى فترة الدراسة زاول مهنة التدريس منذ عام 1944 في مدرسة المباركية والشرقية والصباح وظل في سلك التدريس حتى عام 1952.

وعمل الأديب فاضل بعدها مترجما في دائرة المعارف، وفي أواخر عام 1954 تم تعيينه سكرتيرا في دائرة المطبوعات والنشر ثم معاونا إداريا فيها حتى عام 1956.

وفي عام 1958 توجَه الراحل إلى بريطانيا حيث التحق بمعهد الفنون والآداب في جامعة كيمبريدج للدراسة وبقي فيه أربعة أعوام.

في مطلع الستينيات التحق الراحل بالسلك الدبلوماسي، حيث تم تعيينه في عام 1962 ملحقا صحفيا من قبل وزارة الإعلام في تونس واستمر بعمله هذا حتى عام 1976.

عمل الأديب الراحل أثناء وجوده في تونس في جريدتين واحدة رسمية وهي جريدة "العمل"، وأخرى مستقلة اسمها "الصباح" وكانت تحظى بانتشار واسع في المغرب العربي كافة.

عاد التيلجي بعدها إلى الكويت وعمل مستشارا في وزارة الإعلام حتى تقاعده في أواخر الثمانينيات.

وقدَم الراحل خلال عمله في الإعلام برامج أدبية في الإذاعة الكويتية، كما عمل مشرفا على الصفحات الأدبية والثقافية في جريدة "الرأي العام" الكويتية.

بدأ التيلجي، الذي شارك في إنشاء الجريدة الرسمية "الكويت اليوم" التي تأسست منتصف الخمسينيات، منذ سنوات شبابه بكتابة المقالات ونشرها في الصحف والمجلات ومنها مجلة البعثة والرائد والإيمان وكاظمة.

ويُعد الراحل أول من نشر مجموعة قصصية في الكويت والتي حملت عنوان (أحلام الشباب) عام 1955، وهي مجموعة قصصية من بيئة المجتمع الكويتي ودول شبه الجزيرة العربية.

وللراحل مؤلفات وإصدارات أدبية متنوعة ومنها كتاب "في الأدب والحياة"، وكتاب عن الأديب المصري "زكي مبارك"، الذي كان سببا بإثناء الأديب الشهير طه حسين على الأديب الراحل التيلجي قائلا له في رسالة "لقد سبقنا الأديب الكويتي فاضل خلف في الكتابة عن الأديب المصري زكي مبارك".

وللتيلجي عدة دواوين شعرية منها "على ضفاف مجردة"، "25 فبراير"، "كاظمة وأخواتها"، "الضباب والوجه اللبناني"، إضافة إلى مجموعات نثرية ومنها "أصوات عالية"، "أصداء بعيدة"، "ذكريات نقعة ابن خميس"، "أزهار الخير"، فضلاً عن ترجمات من الآداب العالمية.

حاز الأديب الراحل عدة جوائز أدبية منها الجائزة الأولى في المسابقة الشعرية التي أقامتها الإذاعة البريطانية سنة 1964، عن قصيدته "الإنسان وعالم الغد"، وجائزة مسابقة جمعية المعلمين الكويتية سنة 1969، كما تم تكريمه من قبل كلية الآداب في جامعة الكويت.

وفي عام 2016 تم منح الراحل وسام الاستحقاق الرئاسي التونسي تقديرا لإسهاماته الأدبية التي كان لتونس نصيب منها، حيث إنه جمع كل قصائده التي أنشأها عن تونس في ديوانه "على ضفاف مجردة"، ومجردة هو أحد أهم الأنهار التونسية.

أصيب الراحل في عام 2004 بجلطة في القلب توقف بعدها عن كتابة الشعر بسبب وضعه الصحي، قبل أن يعاود نشاطه مجددا ويعود لكتابة الشعر ومنها قصيدة نظمها للإشادة بأدباء المغرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com