بايدن: العقوبات على إيران قيد الدراسة الآن
خطفت فواصل للصفحات في معرض الرياض الدولي للكتاب، أنظار الزوار الذين أعجب الكثير منهم بتلك القصاصات الكرتونية التي تحمل نقوش فن "السدو" الملونة والمشهورة في السعودية ومنطقة الخليج العربي.
و"السدو" هو أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي الذي يتميز بألوانه، وقد انتشر في شبه الجزيرة العربية، وأدرجته منظمة اليونسكو العالمية، على قائمة التراث غير المادي للبشرية.
وفوجئ زوار معرض الكتاب الذي انطلق أمس الخميس في العاصمة السعودية، بجناح خاص بتقديم فواصل كرتونية يتطلب اقتناؤها، تلوينها في الجناح ذاته، ليجد الزوار أنفسهم جزءاً من صانعي حرفة "السدو" العريقة في المملكة.
وفي اليوم الثاني للمعرض، بدا أن جناح المعهد الملكي للفنون التقليدية (وِرث)، قد بات وجهة مفضلة لكثير من زوار المعرض قبل التوجه لأجنحة بيع الكتب برفقة عدد من الفواصل التي ترمز للسدو.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها المعهد الحكومي المعني بإبراز الفنون التقليدية للمملكة، زواراً من الجنسين منهمكين بتلوين فواصل كرتونية طبعت عليها نقوش السدو الشهيرة بأشكالها وألوانها.
وهذا هو أحد الاحتفاءات السعودية بفن السدو والسعي لترويجه بعد الكثير من الخطوات في ذلك الاتجاه، وبينها إطلاق معهد "ورث" دورات تعليمية على حياكة السدو، استقطبت بالفعل الكثير من الشابات المعاصرات.
كما ساعد استلهام السعودية للسدو في تصميم شعار رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020، في إعادة البريق لتلك الحرفة بعد أن تم تداول الشعار في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي طوال عام كامل لتغطية عشرات الاجتماعات والمؤتمرات.
وفي العام التالي، اختارت المملكة رسمياً فن حياكة السدو ليُزيّن أطراف سجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، ومُمثلي الدول الشقيقة والصديقة.
ونشأت حياكة السدو، في الأساس بسبب شح الموارد، ما دفع النساء العربيات في الماضي لاستخدام وبر الإبل وشعر الماعز وصوف الأغنام، في حياكة منسوجات متنوعة تلبي احتياجاتهن، مثل البطّانيات والسجاد والوسائد والخيام وزينة رِحال الإبل.
لكن حياكة السدو المندثرة، تجد حالياً إقبالاً كبيراً على تعلمها بعد أن زاد الاهتمام الرسمي بها بشكل لافت في الأعوام القليلة الماضية، ضمن توجه عام تنتهجه الرياض لإحياء الكثير من موروث المملكة الشاسعة الثقافي.