صافرات الإنذار تدوي في حيفا بعد إطلاق صواريخ من لبنان

logo
فن ومشاهير

مسلسل "الخائن".. نهاية أشبه بعِظة أخلاقية

مسلسل "الخائن".. نهاية أشبه بعِظة أخلاقية
01 مارس 2024، 11:55 ص

ليست من مهام الدراما أن تُقدِّم عِظات أخلاقية مباشرة، كما أنه من غير الجائز أن يتحوَّل الحوار كأبرز عنصر درامي إلى مجرد خطبة لاذعة عن مساوئ الخيانة، وعن الغضب الهائل الذي تكتنزه المرأة المُخانة.

هذا ما حصل في الحلقة التسعين لمسلسل الخائن المقتبس عن الدراما التركية، حيث تحولت الدكتورة أسيل (سلافة معمار) من زوجة تعرّضت للخيانة، إلى امرأة حقَّقت أقصى درجات الانتقام من زوجها، عبر خداعه بأنها ما تزال تحبه، وأنه بطلاقه من تيا (مرام علي) التي خانها بدايةً معها ثم تزوجها، سيعودان إلى بعضهما.

لكن السذاجة في الحبكة جعلت سيف (قيس الشيخ نجيب) يرضخ لمطالبها بتأمين حياتهما ماديًّا، ليُتَّهم من قبل بيت حماه بسرقة أملاكهم بطرائق غير مشروعة عبر تحويلات مالية ضخمة إلى حسابه الخاص، ويُعاقب بالسجن جراء ذلك.

وعند خروجه من السجن يكتشف أن زوجته تيا رفعت عليه دعوى طلاق، وأنها باتت على علاقة مع علاء، وأنها ستحرمه من ابنته الصغيرة زينة، بينما أسيل تخلَّت عنه ببساطة، بعدما عاشت صراعاً بين غضبها وضميرها، الغضب الذي يزيد استعار نار الانتقام، بينما الضمير لم يستطع إطفاء تلك النار.

حتى يزن ابن سيف نراه في حفل تخرجه من المدرسة الثانوية بدأ يخجل من والده ومصيره، بعدما بات خريج سجون ومُفلساً، بحيث إن تسعة وثمانين حلقة من الحظوة والمال والملابس والسيارات الفخمة وغير ذلك، ذهبت كلها أدراج الرياح بالنسبة لسيف وتخلى عنه كل أفراد عائلته وأصدقائه، لكنه حظي بتعاطف الجمهور، ليس بسبب التطهيرية المبالغ فيها في الحلقة الأخيرة؛ بل لأنه كان صادقاً في مشاعره وواضحاً في التعبير عنها بهذه الطريقة للمرة الأولى.

إذ لم تتح الدكتورة أسيل لسيف التعبير عن أسفه وندمه، وكل هدفها كان أن تُذيقه ما أذاقها من مرارة بسبب خيانته، وعبَّرت عن ذلك بقولها إن المرأة التي تتعرض للخيانة تشتعل فيها نار مثل نار جهنم، ولا تنطفئ حتى تُحرِق من كان السبب فيها، أي أنها حققت كلمات شارة المسلسل "رح خليك تحاكي خيالك.. ‏تنسى اسمك تكره حالك.. ‏في بركان بقلبي اتحرك.. ‏غير دموعك ما بتطفيه.. ‏وجعك يمكن يشفي روحي.. ‏حزنك هو السبب بفرحي.. ‏لكن عمرو ما بيشفيه".

في السياق ذاته، فإن المصالحة بين أسيل وتيا، خاصةً بعد خروج الأخيرة من المصح واقتناعها بأنها بتدميرها سيف هو الطريقة الوحيدة لتعيش بسلام مع ابنتها زينة، وأنها لذلك تستحق أن تشكر أسيل، كان أشبه بادعاء درامي ومثالية زائفة لا قوة لها ولا مبرر حقيقي.

أما لقاء عائلة الزين ممثلةً بنورا (ريتا حرب) وابنها كنان وتيا وأيضاً سامر (خالد شباط) وزوجته أمل، وفي مقابلهم الدكتورة أسيل وابنها يزن، وتصويرهم كعائلة واحدة من دون سيف الذي جمعهما بالأساس، جاء كمحاولة لتعزيز القسوة عليه، بما يعني تجميل فعل الانتقام والإمعان في إشعال نيرانه، بحيث إن الجميع (الأغنياء تحديداً) خرجوا منتصرين ما عدا سيف، وكأنها محاكمة صارمة لمصير الرجل الذي عاد فقيراً وبلا عائلة، لكنه صار شفافاً كقديس.

وبين جبروت الانتقام وانكسار الظالم الذي تحوَّل إلى مظلوم، انتهت الحلقة التسعين من الخائن، بعد جولات درامية خاسرة وفذلكات وخطوط فنتازية في الحبكة، جعلت من هذه الدراما مهلهلة وبعيدة كل البعد عن ميكانيزمات التشويق الحقيقية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC