ردَّ صناع مسلسل "الضاحك الباكي" الذي يتناول حياة الفنان الراحل نجيب الريحاني على الانتقادات التي واجهها المسلسل منذ الحلقة الأولى.
وتعرض العمل منذ بدء عرضه لانتقادات واسعة، بسبب الأخطاء التاريخية به، فضلًا عن الاستعانة بالفنانة فردوس عبد الحميد بدور شابة رغم تقدمها في العمر، وعدم استطاعة عمرو عبد الجليل ـ بطل المسلسل ـ الاندماج مع شخصية نجيب الريحاني، وتقديمها بشكل صحيح، بحسب النقاد.
نحتاج دعم الدولة
وقال المخرج محمد فاضل بشأن الأخطاء التاريخية: "نحن معذورون لأن المسلسل تدور أحداثه قبل 100 عام، ولا يوجد شيء الآن مثل السابق".
وأضاف فاضل خلال ندوة جمعت صناع العمل أن "المعالم قد تغيرت، ولم تعد الشوارع والتماثيل والمسارح كما كانت في السابق، فضلًا عن أن إيجار اللوكيشن (موقع التصوير) في اليوم الواحد يتكلف 150 ألف جنيه مصري، ولم يساعدنا أحد، وهذه هي أزمة الأعمال التاريخية في مصر".
كل الأعمال التي تم تصويرها خلال الأعوام الأخيرة، كانت داخل كمباوندات وفلل، باستثناء مسلسل "جزيرة غمام"، حيث تم إعداد ديكور جيد تكلَّف 8 ملايين جنيه مصري، لذلك نطالب الدولة بدعمنا، وتخفيض الأسعار علينا.المخرج محمد فاضل
صحح معلومات تاريخية
من جهتها، أشارت الفنانة فردوس عبد الحميد إلى أن "المسلسل صحح معلومتين عبقريتين، وهما أن لنجيب الريحاني، زوجة افترت عليه أنه أنجب منها والمسلسل أثبت أنه عقيم".
وأضافت عبد الحميد أن المعلومة الثانية هي أن "سيد درويش النابغة الذي عمل نقلة في الموسيقى افتروا عليه بأنه مات بتعاطي المخدرات، وهذا غير صحيح لأن الاحتلال الإنجليزي كان يريد التخلص منه، فدس له السم في الأكل، وهذا يحسب للمسلسل أنه يصحح المعلومات التاريخية الخاطئة.
وتابعت: "الضاحك الباكي من الأعمال التي ناقشت قضية الطفل الصغير، حيث إن الطفل نجيب الريحاني الذي كان يعيش في قصر، عمل أعمالًا شاقة جدًا بعدما توفي والده، والأم التي كانت (هانم) بدأت تعمل طاهية للهوانم وتعمل تريكو، والمسلسل أفاد الشباب بأن يتعرفوا على تاريخ بلدهم".
تقليد نجيب الريحاني
وقال الفنان عمرو عبد الجليل إنه "لم يقلد الفنان نجيب الريحاني، بل قام بعرض سيرته الذاتية بطريقته هو".
وعن طريقته الكوميدية التي لم يغيرها واستعان بها في "الضاحك الباكي" أجاب عبد الجليل: "هذه طريقتي، وأنا لم أقلد نجيب الريحاني كما ذكرت، لكنني أخذت الشخصية في منطقتي، وقدمتها بطريقتي الخاصة".
وبشأن الانتقادات التي وجهت له أكد عمرو أن "الجمهور له الحرية في النقد"، مشيرًا إلى أنه "لمس إعجاب الجمهور بالمسلسل".
وبدا السيناريست محمد الغيطي منفعلًا بسبب الانتقادات التي وجهت للمسلسل، قائلًا: "مسلسل the crown تكلفت الحلقة منه 10 ملايين إسترليني، ومعظم المعلومات التي وردت فيه خاطئة، ولم يقل لهم أحد أنتم جهلاء، وأصدرت نتفليكس بيانًا قالت فيه إنهم يقدمون قصة فيها جزء من الخيال وجزء من الحقيقة".
وأضاف الغيطي: "لم يتهم أحد صناع المسلسل بالخيانة، لأنه عمل فني وليس وثائقيًا"، مضيفًا: "حرام عليكم، أنا طِلعت روح أهلي، وببحث 10 سنين في مراجع أنتم بتقولوا إيه؟".
وواصل: "عمرو عبد الجليل متديّن، وصُوفي، وشخصية شفافة، وظل لسنوات يفكر من أجل تجسيد شخصية نجيب الريحاني، وأنا لم أقدم عملًا وثائقيًا ولكن هذه دراما، ولم نحاول تقليد نجيب أو نسخه".
المسلسل تدور أحداثه بداية من ميلاد الفنان نجيب الريحاني، العام 1892، وحتى 50 عامًا في العام 1949، وهي حقبة زمنية مهمة تعكس طبيعة الفن الذي صنعه الراحل.