وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص
تشهد الدراما المغربية اليوم "تنافسية" عالية، خصوصا على مستوى كتابة السيناريو، وهو ما تعكسه كثافة الأعمال المُتوقّع عرضها خلال شبكة البرامج الرمضانية على القنوات الحكومية المغربية، أو على مستوى القنوات العربية.
ولم يعرف الإنتاج الدرامي مثل هذه الطفرة في الأعمال التلفزيونية سابقا؛ إذ كان صناع الدراما، من منتجين ومخرجين مغاربة، يبررون حينها ضعف إنتاجاتهم بقلة السيناريوهات.
وتمكن عدد من كاتبات وكتاب سيناريو من البروز في العقد الأخير، وذلك عندما تركت أعمالهم صيتا وسط المشاهد المغربي الذي تابع بشكل كبير إنتاجاتهم على مستوى التلفزيون، أو على مستوى منصات عرض الدراما.
برمجة وطنية واسعة
وقالت كاتبة السيناريو المغربية، بشرى ملاك: "لا أعتقد أن هناك تنافسية؛ لأن عدد كتاب السيناريو هم أنفسهم الذين كانوا قبل 10 سنوات فقط، وأزمة السيناريو أو ضعف السيناريو هي شماعة لفشل البعض في الإنتاج أو الإخراج".
وأوضحت ملاك في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا التنامي في الأعمال المغربية، ساهم فيه "فتح المجال للتلفزة العربية أن تتواجد بالمغرب، وهو ما حفز مُؤلّفي السيناريو للمزيد من الإبداع والكتابة في مواضيع تقوّي الإنتاج الدرامي المغربي".
ورأت السيناريست المغربية، أن هذا الأمر يعود أيضا إلى "البرمجة التلفزيونية للقناتين الأولى والثانية في المغرب التي تتوسع مع كل موسم، سواء في شهر رمضان أو غيره؛ إذ أصبحت تعرض مسلسلات مغربية كثيرة خارج الشبكة الرمضانية، والتي تعرف متابعة كبيرة من طرف المشاهدين".
التراكم مهم للغاية
وتؤكد الناقدة السينمائية، ياسمين بوشفر، أن "صناع الدراما اليوم تجاوزوا أزمة السيناريو، مع وجود كتابات وسيناريوهات متنوعة، والتي تمت ترجمتها في الأعمال الدرامية التي عُرضت على القناتين الحكوميتين الأولى والثانية أو قناة MBC 5".
وأضافت بوشفر في حديثها لـ"إرم نيوز"، أنه "بغض النظر عن جودتها، فالتراكم الكمي للسيناريوهات المغربية يعد أمرا مهما للغاية بالنسبة للصناعة الدرامية والإنتاج الدرامي في المملكة، وهو ما يحفز على مشاهدة قصص عن المجتمع المغربي، يمكن للمنتجين تسويقها على المستوى العربي للتعريف بثقافة هذا البلد".
ولفتت الناقدة السينمائية، إلى أن "هذا الأمر ساهم في غنى برمجة الإنتاجات المغربية على مستوى التلفزيون الوطني، حتى أن هناك مسلسلات كانت مُعَدّة لرمضان، ارتأى المسؤولون في القنوات الحكومية عرضها قبيل أيام قليلة من الشهر الفضيل، لوجود وفرة في الإنتاج المغربي".
المغرب خصب بالقصص
من جانبه، يرى المنتج فيصل القادري، أن "الدراما المغربية ما زالت بعيدة عن الإنتاجات الدرامية وصناعة الدراما في المشرق، من حيث التنوع في الأنواع الدرامية بين الدراما البوليسية والدراما ذات البعد النفسي، ودراما الرعب".
وقال القادري في إفادته لـ"إرم نيوز": "لم نصل بعد للاشتغال على هذه الأنواع الدرامية، وبقيت الأعمال المغربية منحصرة في الدراما الاجتماعية، وهو راجع بالأساس إلى التأثر الكبير سابقا من الإنتاجات الدرامية الاجتماعية التركية والمصرية؛ وهو ما جعل الإنتاجات المغربية تركز على قصص مستهلكة بالنسبة للمشاهد المغربي".
وأوضح المنتج المغربي، أن "المغرب هو أرضية غنية بالقصص والحكايات الشعبية التي يمكن توظيفها على مستوى السيناريوهات، سواء على مستوى الدراما التاريخية، أو فيما يخص دراما الرعب".
وأبرز المتحدث نفسه، أن "هناك تطورا من حيث مسلسلات الدراما الاجتماعية في المغرب، لكن وصلنا لمرحلة الإشباع، ويجب اليوم تجاوز هذا النوع، واكتشاف عوالم أخرى للعرض تشجع على الإبداع في أنواع درامية متنوعة".
المشاهد المغربي يحب استهلاك المنتوج الدرامي المحلي، خصوصا أنه لم يعد ينتظر في رمضان عرض المسلسل المصري، ولكن ينتظر المسلسلات المغربية وهو ما يظهر من خلال النقاشات التي تثيرها الأعمال الدرامية الوطنية على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، والترويج لمقاطع من هذه الأعمال بشكل واسع في الوسط المغربي.