غارتان على منطقة الشويفات بالضاحية الجنوبية لبيروت
في مواجهة خطرين، هكذا يبدو الأردن اليوم مع مرور ستة وأربعين يومًا على الحرب الإسرائيلية على غزة، فمع اختلاف الدوافع، تظهر جلية لمن يقرأ المشهد في المنطقة مخططات تل أبيب وأجندة طهران تجاه المملكة، على نحو يشكل تهديدا تدركه القيادة السياسية في عمان، والأوساط الشعبية والسياسية في البلاد.
ويقدم خبراء ومراقبون تحدثوا لـ "إرم نيوز" تحليلا لمصادر وأشكال التهديد الذي تواجهه المملكة، يتضح من خلاله أن كلا من تل أبيب وطهران لا تًألُوان جهدًا لتوظيف الصراع القائم لتنفيذ مخططاتهما تجاه الأردن، على نحو ينتج مشهدًا جديدًا، يتيحُ لإسرائيل تصفيةَ القضية الفلسطينية وتهجيرَ الفلسطينيين، ويعززُ من نفوذ إيران في المنطقة العربية عبر الأردن الذي ظل عصيًا على اختراقاتها لعقود مضت.
وفيما يتعلق بإيران فقد أظهرت نواياها المبيتة ضد الأردن في الأيام الأولى من الحرب من خلال إرسال ميليشياتها في العراق إلى الحدود الأردنية، تحت ذريعة محاولات الوصول لفلسطين لقتال إسرائيل رغم متاخمة حدود الجولان السورية لإسرائيل بشكل مباشر، بالإضافة إلى استهدافها الأردن بعمليات تهريب المخدرات والأسلحة من خلال الحدود السورية الأردنية.
وفي الاتجاه الآخر، فإن إسرائيل ومن خلال ممارساتها التصعيدية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وعملياتِ توسيع الاستيطان تحاولُ فرضَ أمرٍ واقعٍ يجعل حل الدولتين أمرًا مستحيلا، مما يمهد لتنفيذ مخطط التهجير الذي تتبناه إسرائيل، إذ شكلت عملياتُ التصعيد التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية بالتزامن مع الحرب على غزة إشارة واضحة للأردن حول سعيها لتنفيذ مخطط التهجير مستغلة الدعم السياسي والعسكري الذي تتلقاه من أمريكا.
في مقابل ذلك، صعد الأردن موقفه السياسي ضد إسرائيل منذ بداية الحرب معتبرا أن تنفيذ مخطط التهجير بمثابة إعلان حرب.
ووفقا للخبراء والمحللين فإن الأردن يقف اليوم أمام خِيار صعب يفرِضُهُ التعنت الإسرائيلي من خلال استمرار الحرب على غزة، بالإضافة إلى استمرار التصعيد في الضفة الغربية؛ الأمر الذي قد يفرض على عمان خيارات محدودة محفوفة بالمخاطر للدفاع عن أمنها القومي ومصالحها العليا.