قوات إسرائيلية تقتحم نابلس وحلحول شمال الخليل
بيروت – هناء الرحيم
انتهت المعركة في مدينة صيدا اللبنانية، لكن مشاهد الخراب والدمار والحرائق والشظايا تطغى على كل شيء في عبرا وصيدا، حيث خلفت المعارك التي استمرت على مدى يومين خسائر مادية كبيرة في المحال والبنايات والطرقات.
اقتحام الجيش للمربع الأمني للأسير جعله أمام اكتشافات بالجملة لحجم التحصينات والإجراءات والتسلح، التي اتخذها الأسير طوال الفترة الماضية، وغطيت بخيمة حديدية ضخمة ربطت بين مكتبه ومنزله ملاجئ ومخازن تضم كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة، والبحث جار عن احتمال العثور على مخابئ ومخارج سرية تمكن من الخروج منها.
وإثر سقوط المربع الأمني للأسير، اعتقل الجيش أكثر من 57 من المقاتلين، منهم من فضّل تسليم نفسه بنفسه، وكان لافتا أن الفئة القليلة منهم من اللبنانيين، فيما الجزء الباقي من السوريين والفلسطينيين وعدد من السودانيين.
لكن أين هو الشيخ أحمد الأسير؟ السؤال الذي شغل بال السياسيين والمواطنين على حد سواء هو مصير الأسير بعد أن حسمت المعركة.
شائعات عدة سرت عن وجهة الأسير، منها أنه توجه إلى مخيم عين الحلوة، وأخرى تحدثت عن توجهه الى سوريا، فيما رجحت شائعات أخرى أن يكون هروب الأسير مدبراً ومنسقاً لأنه في حال قتله سيؤدي ذلك إلى وقوع مصيبة، وفي حال إلقاء القبض عليه فإن ذلك سيحوله إلى حالة إسلامية كبرى، وبين هذين الخيارين من الممكن أن يكون الجيش اختار أو فضل هروبه لكي يختفي سره معه.
أينما كان ملجأ الأسير وأتباعه، فإن ذلك لن يحميه من الإجراءات القضائية التي بدأت أمس بإدعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بحقه وبحق فضل شاكر وعدد من أنصارهما، و تحوّل كل من "الشيخ الثائر" و"المطرب التائب" إلى مطلوبين للعدالة.
إذاً دفع الجيش اللبناني ثمناً كبيراً لسقوط المربع الامني للأسير مع أهل صيدا التي عانت مدينتهم لمدة سنتين من انهيار اقتصاد مدينتهم، فضلاً عن المسلسلات الأسبوعية لقطع الطرق وترويع المواطنين بالرصاص والاعتصامات، فالعديد من المحال التجارية أقفلت أبوابها منذ أكثر من عام نتيجة شلل حركة البيع والشراء، فيما فضل قسم آخر من التجار الاستمرار في تكبد الخسائر خوفاً من فقدان اسمهم التجاري.
وقال عدد من تجار مدينة صيدا لـ "إرم" أن الاعتصامات المتكررة وإقفال الطرقات، كبّد المنطقة خسائر مالية أدت إلى إفلاس العديد من تجار صيدا القدماء بالإضافة الى الأحداث الإقليمية وتوقف حركة التبادل التجاري مع الدول العربية جراء الأحداث في سورية ونتيجة الظهور المسلح على الطرقات والدعوة إلى إقفالها في أي وقت دون الإكتراث إلى مصالح العاملين .
ويبقى السؤال أين هو أحمد الأسير، هل هرب فعلاً أم هـُرِّب، ويا ترى من هي الجهة التي ترعاه وتؤويه في هذه اللحظة؟