الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط احتياط برتبة رائد وإصابة جنديين في معركة على الحدود اللبنانية

logo
أرشيف

لبنان فوق فوهة الحرب

لبنان فوق فوهة الحرب
26 يونيو 2013، 5:39 ص

مارلين خليفة

إستفاق اللبنانيون على هول ما جرى في صيدا بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير على مجموعة من الأسئلة الممضّة أبرزها يتعلق بإمكانية أن يكون لبنان واقفا على شفير الحرب أم أنّه يخوضها فعليّا.

يذكر الجميع بأنّ الحرب الأهلية اللبنانية بدأت عام 1975 من صيدا بعد مقتل القيادي الناصري معروف سعد إثر تظاهرة ساد فيها هرج ومرج بفعل دخول طابور خامس، حينها اتهم الجيش اللبناني بإطلاق النار على سعد، وانطلقت حملة عدائية ضدّ "العسكر" الذي صوّر عدوّا لمجموعة لبنانية معينة، وكانت "بوسطة" عين الرمانة هي "القنبلة الموقوتة" التي أشعلت فتيل الحرب التي كان الفلسطينيون وقودها واستمرّت 15 عاما.

بعد مرور 13 عاما على انتهاء الحرب الأهلية بفعل "اتفاق الطائف" الذي رعته المملكة العربية السعودية، يقف لبنان الموقف ذاته ومن صيدا: مجموعة لبنانية بقيادة شيخ سنّي يمثل لرأي سياسي معاد لسلاح "حزب الله" يتمّ قمعه من قبل الجيش اللبناني بعد أن اعتداء أنصاره على الجيش وقتل عدد منهم. ولكنّ الفكرة الأخيرة تبقى تفصيلا غير مهم في الوعي اللبناني الجماعي.

فالشيخ الأسير يمثّل مجموعة طائفية معينة على عداء مع طرف طائفي معين، والجيش الذي يلعب دور الدّرع الواقي للبنانيين جميعا يتمّ الإعتداء عليه مجددا بعد عمليات عدة من عرسال الى طرابلس وبات يصوّر خطأ على أنّه يحمي فئة معينة.

المهم النتيجة: اصطفاف طائفي غير مسبوق والجيش في الوسط، تماما كما حدث في صيدا، إثر تظاهرة الصيادين. يومها قتل معروف سعد وبالأمس خسر الشيخ أحمد الأسير وتوارى.

يعود  السؤال: هل يقف لبنان على شفير حرب أهليّة؟ ليس اللبنانيون وحدهم قلقون من هذا الأمر وإنّما دول غربية عدّة: الولايات المتحدة الأميركية تعيد تحذير رعاياها من السفر الى لبنان، الدبلوماسية الفرنسية تعبّر عن توجّس جدّي من إمكانية وقوع الحرب، ومسؤولون لبنانيون على أعلى المستويات كانوا يرددون قبل أشهر بأن الحرب الأهلية صعبة الوقوع لأنه لا يوجد طرفين مسلحين بل طرف واحد هو "حزب الله". بعد عامين على اندلاع الأزمة السورية يوجد مليون ونصف نازح سوري، معظمهم أنجز الخدمة العسكرية الإلزامية، ومستعدّ لحمل السلاح "أقلّه 300 ألف" بحسب أحد العارفين، هؤلاء قد يشكلون بـ"أمر عمليات" ما "جيش" في مقابل " جيش" ،وسط بلبلة إقليمية وطبخات "دولية" بعيدة المدى، ما يجعل لبنان فوق فوهة الحرب الأهلية مجددا...ببداية صيداوية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC