حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ مستوطنة يفتاح

logo
أرشيف

تسليم السلطة يكرّس وضع قطر كقوة رائدة

تسليم السلطة يكرّس وضع قطر كقوة رائدة
25 يونيو 2013، 10:14 ص

الدوحة ـ ينظر المعجبون بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باعتباره بطل كفاح المواطن العادي ضد الطغيان وصاحب رؤية حولت مليارات الدولارات من إيرادات الطاقة إلى استثمارات استراتيجية دولية.

أما منتقدو الحاكم البالغ من العمر 61 عاما فيرون أنه يتظاهر فقط بانه صديق الجماهير فيدعم انتفاضات الربيع العربي ضد الدكتاتورية في حين يقمع الحريات في بلاده.

لكن ما يجمع عليه الفريقان هو أن الشيخ حمد تمكن من تحويل هذه الدولة الخليجية الصغيرة إلى قوة اقليمية ذات ثقل على ساحة الدبلوماسية الدولية والساحة المالية بأكبر من وزنها.

ومن المتوقع أن تستمر رؤيته بعد أن أعلن الثلاثاء تخليه عن السلطة وتسليمها لابنه ولي العهد الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وهذه الخطوة نادرة في منطقة كان حكامها يظلون في السلطة مدى الحياة حتى بدأت ثورات الربيع العربي قبل عامين. ويقول كرستيان اولريتشسن الخبير في شؤون الخليج لدى معهد بيكر للسياسات العامة إن تسليم السلطة يكرس وضع قطر باعتبارها "قوة اقليمية رائدة".

ويقول المحللون إن قوة الدفع وراء سعي الشيخ حمد على مدى السنوات العشر الأخيرة لوضع بلاده داخل بؤرة الضوء كانت رغبته في أن تختلف قطر عن جيرانها في المنطقة خاصة السعودية.

وقال ديفيد روبرتس نائب مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة في الدوحة "تمكن بحنكة من تكريس مكانة فريدة لقطر باعتبارها دولة محايدة في منطقة مضطربة."

وقال "ولم يحسن ذلك فقط من وضعه محليا بل عمل على تقدم قطر اقتصاديا بتعزيز صورة حديثة جذابة وليبرالية."

وحظيت قطر تحت قيادة الشيخ حمد وزوجته صاحبة النفوذ الشيخة موزة بنت ناصر المسند باهمية كبيرة في السنوات العشر الاخيرة من خلال إطلاق شبكة الجزيرة الإخبارية التلفزيونية فضلا عن مسعاها الناجح لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وتوسط الشيخ حمد في حل صراعات في اقليم دارفور والصومال ولبنان عن طريق استضافة سخية لمحادثات سلام تستمر عدة أيام في فنادق فاخرة حتى يتوصل الأطراف إلى اتفاق.

لكن تدخل قطر الواضح في انتفاضات الربيع العربي - خاصة فيما يتعلق بامداد مقاتلي المعارضة في ليبيا بالسلاح للإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والضغط من أجل موافقة عربية على فرض منطقة حظر طيران هناك - هو الذي حول أنظار العالم فعليا إلى الدولة الخليجية الصغيرة التي يقطنها 1.9 مليون نسمة.

وأصدر الشيخ حمد توجيهات شخصية بانفاق المليارات على إمداد المعارضة الليبية بالسلاح والوقود.

وتجنبت قطر باعتبارها من أغنى دول العالم ويتمتع سكانها بنظام رعاية اجتماعية من المهد الى اللحد الاضطرابات التي شهدتها دول عربية اخرى وربما كان هذا ما دفع الشيخ حمد للإلقاء بثقله وراء الانتفاضات الشعبية في الخارج دون خوف من ردة الفعل في الداخل.

كما دعم الشيخ حمد جماعة الاخوان المسلمين المصرية التي تولت السلطة بعد الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك عن طريق إيداع ملايين الدولارات لدى البنك المركزي المصري في وقت تعاني فيه البلاد من ازمة اقتصادية في ظل قيادة الرئيس الإسلامي محمد مرسي.

وفي سوريا كانت قطر في مقدمة الدول العربية التي دعت للإطاحة بالرئيس بشار الأسد واعترفت رسميا بالمعارضة السورية في الجامعة العربية. وافتتحت أول سفارة للمعارضة السورية في الدوحة في مارس آذار/ الماضي.

وقطر حليف مقرب من الولايات المتحدة وتستضيف قاعدة عسكرية امريكية ضخمة وجعلتها احتياطياتها الهائلة من الغاز الطبيعي واحدة من أغنى دول العالم.

والدولة الصغيرة التي كان اقتصادها في الماضي يعتمد على صيد اللؤلؤ لديها الآن صندوق للثروة السيادية يسيطر على أصول تقدر قيمتها بنحو مئة مليار دولار.

وقال شادي حامد من مركز بروكينجز في الدوحة وهو الفرع القطري لمركز دراسات مقره واشنطن "ليس من قبيل الشطط القول بأن قطر الآن أصبحت نوعا ما اكثر نفوذا من مصر على الساحة الدولية على الرغم من ان عدد سكان مصر يزيد باكثر من 240 مرة عن عدد سكانها."

وساعدت الجرأة قطر على تحقيق نجاح مبهر كوسيط اقليمي. ففي عهد الشيخ حمد أظهرت الدوحة قدرة على التعامل مع الجميع تقريبا من الولايات المتحدة إلى حزب الله وحتى إيران.

وبدا تحول قطر إلى قوة عالمية ذات نفوذ في يونيو حزيران عام 1995 عندما خلع الشيخ حمد وكان عمره انذاك 45 عاما والده في انقلاب سلمي.

وقال في تصريح مقتضب بثه التلفزيون في ذلك الوقت إنه ليس سعيدا بما حدث لكنه كان يجب أن يحدث وأكد أنه لم يكن يسعى للسلطة بهذه الطريقة حبا في السلطة بل لتحمل مسؤولية ثقيلة.

ومع تسليم الشيخ حمد السلطة لابنه غمر القطريون موقع تويتر الالكتروني للتواصل الاجتماعي بتعليقات إيجابية عن الزعيم الذي قرر ترك السلطة منها هاشتاج "شكرا حمد" الذي حظي بشعبية كبيرة.

وقال أحد المواطنين على تويتر "اليوم يمثل خطوة جديدة في تاريخ دولة قطر."

وقال آخر "لا أريد من الإعلام أن يحلل ذلك اليوم أريد منه فقط أن يشهد ميلاد رمز نادرا ما نرى قرينه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا." 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC