رئيسة المكسيك تدعو للاعتراف بدولة فلسطين مثل إسرائيل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط
بيروت – هناء الرحيّم
أمضى عدد كبير من سكان صيدا إجازتهم الأسبوعية في الملاجئ والطوابق السفلى، هرباً من المعارك التي ألحقت أضراراً فادحة بالممتلكات. وحوصر عدد من المواطنين في أماكن تحاصرها الاشتباكات ورصاص القنص، ما دفعهم الى توجيه نداءات استغاثة عبر وسائل الإعلام، ومن استطاع من الأهالي الهرب كان يلتقط أغراضه على عجل، حيث سجلت مناطق عبرا وصيدا والقرى المجاورة نزوحاً كثيفاً باتجاه مدينة جزين هرباً من القصف.
صيدا لم تنم الأحد، بل سهرت على وقع القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والخفيفة، والعائلات التي تقطن في محيط مسجد بلال بن رباح، أمضت ليلتها مختبئة في الحمامات، وفي ممرات منازلهم خوفاً من أن يطالهم تبادل الرصاص والقذائف.
أما أبناء الجنوب الذين يمضون إجازاتهم الأسبوعية في الجنوب، فتغيبوا عن أعمالهم في العاصمة، لعدم قدرتهم على العبور من صيدا، أما من كان لديه أمر اضطراري كالسفر، فاضطر إلى سلوك طريق جزين التي لا تمر من صيدا.
وإثر اشتداد المعارك، وجّه أهالي "عبرا" نداءات استغاثة لإخراجهم من المنطقة، بعد أن علقوا بين نيران الاشتباكات، مطالبين بوقف إطلاق النار لإخراج الأطفال والعجزة المحاصَرين داخل منطقة الاشتباكات. وخرج البعض منهم رافعين الرايات البيضاء، لتجنّب القنص من قبل الطرفين. ووصل رصاص القنص إلى وسط مدينة صيدا والسوق التجاري، وطلبت المصادر الأمنية من المواطنين توخي الحذر في تنقلهم والاحتماء بالجدران والابتعاد عن الأماكن المكشوفة.
وكان لافتاً التزام "أنصار سرايا المقاومة" و"حركة أمل" و"حزب الله" الهدوء، تاركين للجيش اللبناني معالجة الأمر بنفسه. وهذا ما ظهر جلياً في بيان "أمل" التي دعت "أهلها وأصدقاءها الى ضبط النفس والتزام التعليمات التي يصدرها الجيش اللبناني، من اجل استكمال انتشاره وفرض الأمن واعتقال المخلين بالأمن وسوقهم وتقديمهم للعدالة"، معربةً عن دعمها له.
وفي ظل اشتداد حدة المعارك ، ولدى شعور الأسير بالعجز عن خوض المعركة وحده، حاول الزج بالمخيمات الفلسطينية بمعركته، فوجّه نداءات إلى مخيم عين الحلوة بالتدخل لمناصرته، ولم تلق النداءات آذاناً صاغية من "عين الحلوة" إلا من قبل مسلحي فتح الاسلام وجند الشام، فأطلق هؤلاء نيرانهم على الجيش، الذي رد على وعليها في محاولات لإسكاتها كما عمل الجيش على إقفال معظم الطرق الفرعية المؤدية إلى المخيم، وحصرها بمعبر واحد.
لم ينته يوم صيدا الدموي إلى نتائج حاسمة لكن سكان المدينة وفاعلياتها وقفوا صفاً واحداً إلى جانب ضرورة فرض الأمن في مدينتهم مهما كلف الأمر، مناشدين المسؤولين التدخل في وضع حد للكارثة الانسانية التي تحدث في "بوابة الجنوب" ومشددين في الوقت نفسه على أن صيدا ستظل المدينة التي تحتضن الجميع سنة وشيعة ومسيحيون ودروز، وأنها لن تغير جلدها أو لونها، ولن تكون مع أي طرف دون الآخر.