يسرائيل هيوم: منفذ عملية إطلاق النار استهدف سيارة لدورية شرطة عند شارع 4
الشرقية – (خاص) محمد عبد الحميد
سأل الأب أصدقاءه عن ولده المختفي فأخبروه أنهم شاهدوه أخر مرة بصحبة محمد فتح الله وصالح خليل، وإن خلافا كان قد نشب بينهم بسبب اتهامهم له بإفشاء أسرارهم وبعدها اختفى، وتهامس بعضهم سرا أنهما ربما أغرقاه عمدا في مياه قناة السويس انتقاما على فعلته، فما كان من الاب إلا هرع صوب مركز شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية ليتهمهما بقتل نجله.
وزاد شكوك رجال المباحث في إدانتهما بالقتل العمد، لاسيما بعد اعترافهما بأمر المشاجرة التي وقعت بينهما والمجني عليه، والذي اختفى بعدها عن الأنظار في مياه البحر، وعبثا حاول المتهمان التأكيد بأنهم اكتفيا بضربه ولم يقتلاه.
وبعدها انتقل الأب إلى شاطىء فايد لاستخراج جثة ابنه من قاع البحر دون جدوى، وقيل له من قبل شرطة الإنقاذ إنه ربما سحب تيار الماء الجثة إلى مكان بعيد، وعلى مدار 14 يوما تنقل خلالها بين ثلاجات مستشفيات مدن الإسماعيلية والسويس وبورسعيد أيضا دون جدوى، حتى بات على يقين أن سمك البحر قد التهم جثة ابنه ولذا أقام العزاء.
لكن صباح الاثنين كانت المفاجأة التي لم يتوقعها إذ فوجىء بوقع طرقات على باب منزله قرب الفجر، وعندما هم بفتح الباب وجد نجله يهم بالدخول وهو يحمل حقيبة.
للوهلة الأولى ظن الأب أنه يحلم أو أن ما يراه هو عفريت ولده قبل أن يتأكد بنفسه من أن الذي أمامه هو نجله بشحمه ولحمه وأنه حي، فتعالت صرخاته ليعلم الجميع بأمرعودة الشاب الميت للحياة مرة أخرى، وبعد أن هدأ روع الجميع حكى الشاب كيف أنه لم يغرق، وإنما بعدما نشبت بينه وبين أصدقائه في المصيف مشاجرة خرج بعدها من الماء ليجد حافظة نقوده قد سرقت وبها مبلغ 300 جنية كان قد أعطاها له والده ليدفعها لتجار الفاكهة في سوق العبور.
ولكنه بدلا من أن يذهب للسوق وجد الأتوبيس الخاص برحلة مصيف اليوم الواحد للإسماعيلية وبه أصدقائه، والذين دعوه ليمضى معهم اليوم فأغواه شيطانه وذهب معهم، وهناك اكتشف أن الـ 300 جنيه قد اختفوا من بين طيات ملابسه، وعندما اتهم أصدقاءه قاموا بضربه، فما كان منه إلا أن خشي أن يعود لوالده كي لا يعاتبه على طريقته الخاصة بضربه، ولذا فقد هداه التفكير لان يذهب للعمل في محل عند صديق له بمدينة نصر بالقاهرة، وعندما تمكن من توفير مبلغ الـ 300 جنيه عاد مرة أخرى إلى منزل والده كي يردها له، وهو لا يعلم بأمر اتهام والده لأصدقائه بقتله، ولا بالعزاء. وعلى أثر عودة الإبن المفقود لمدة 14 يوما، توجه الأب إلى مركز شرطة ببلبيس وسرد الحكاية وبعدها تم التنازل عن اتهامه لأصدقاء نجله بقتله.