رأت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال للكاتب "روبن رايت" أن تقييم الربيع العربي بعد مرور 4 سنوات من اندلاع الثورات يعطي نتائج سلبية.
وقالت إنه قبل أربع سنوات، دفع الاستبداد في تونس الشاب محمد البوعزيزي، البائع المتجول، إلى إشعال النار في نفسه، بعد مصادرة السلطات المحلية بضاعته لامتناعه عن دفع الرشوة وهو ما أدى بدوره إلى إشعال الانتفاضات في جميع أنحاء العالم العربي.
وأضافت في معرض تقييمها لما آل إليه حال الربيع العربي، بأنه فيما يتعلق بليبيا فقد شهدت انتخاب حكومة جديدة في يونيو الماضي، وظهرت فيها ميليشيات متناحرة، كما ظهرت ميليشيا إسلامية تُعرف باسم "فجر ليبيا" سيطرت على أجزاء كبيرة في العاصمة طرابلس، وأصبحت مدينة بنغازي ساحة حرب بين الميليشيات وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وآخرون.
كما شهدت ليبيا خلال العام الجاري أيضا ظهور أحد أفرع تنظيم الدولة الإسلامية من قبل بعض المقاتلين الليبيين الذين عادوا من جبهة الحرب السورية، حيث أنشأوا الفرع الذي ينشط في مدينة درنة شرق ليبيا، وأغلِقت أغلب السفارات الصيف الماضي هناك ورحل أغلب الأجانب، وأصبحت تلك الدولة- قليلة الكثافة السكانية والغنية بالبترول- منقسمة وغير قابلة للإصلاح.
وأشارت الصحيفة أنه فيما يتعلق بمصر، والتي تعد أكبر دول الربيع العربي من حيث الكثافة السكانية، فقد شهدت انقلابين عسكريين – على حد تعبيرها - كان أولهما خلع المستبد حسني مبارك وثانيهما عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب، مع قيام القضاء أيضا بحل أول برلمان منتخب ديمقراطيا.
وواصلت الصحيفة تجاهلها لإرادة الشعب المصري وخروجه بالملايين لتأييد خلع مبارك ومرسي قائلة بأن الجيش المصري، الذي هيمن على الحياة السياسة منذ ثورة 1952 التي قامت ضد النظام الملكي وقتئذ، عاد للسلطة مرة أخرى تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد السابق للجيش والقوات المسلحة المصرية، كما شهدت مصر تبرئة مبارك في نوفمبر الماضي من تهم الفساد وقتل 800 متظاهر خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وبخصوص سوريا، تحولت الانتفاضة التي قامت ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلى حرب أهلية معقدة تسببت في تمزيق الدولة بين حربين، الأولى حرب الميليشيات المتمردة التي انبثقت عن الثورة السورية عام 2011 مع القوات الحكومية، والثانية هي حرب تنظيم الدولة الإسلامية مع فصائل أخرى من المتمردين. كما شهد ذلك الصراع أيضا مشاركة أكثر من 1000 من الميليشيات في الحرب المستعرة، ما شكل تهديدا وجوديا لسوريا وحدودها الحديثة ومواطنيها، وبالفعل شهدت الأعوام الأربعة لجوء 11 مليون سوري إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر، فضلا عن نزوح وتشريد الكثيرين.
وذكرت الصحيفة فيما يتعلق بتونس، بأن ثورتها هي الوحيدة التي قدمت حكما شاملا ووضعت دستورا أكثر إنصافا يعادل موازين السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء لمنع عودة الحكم الاستبدادي، وعلى الرغم من الخصومات السياسية الشديدة، ظهرت التحالفات السياسية بين الأحزاب العلمانية والإسلامية.
ورأت الصحيفة أن ثورات الربيع العربي قامت بالأساس نتيجة لليأس الاقتصادي والظلم، ورغبة العديد من مواطني تلك الدول في حكومات جيدة تخلق فرص عمل جديدة وتنهي الفساد وتخلق جوا يمهد لتحقيق الديمقراطية، مشيرة إلى أن السيد بوعزيزي احتج قبل أربع سنوات بسبب حاجته لوظيفة لدعم أمه وأخوته وأخواته، وكذلك ثار من أجل الكرامة الأساسية للإنسان، ورغم ذلك لازالت تونس ضالة للطريق.
كما أن صندوق النقد الدولي حذر في مايو بأن العالم العربي، لاسيما الدول التي تعيش تحولات سياسية، يواجه كارثة بطالة، حيث وصل متوسط معدلات البطالة إلى 13%، مع أكثر من نصف الشباب عاطلين بنسبة 29%، وهي الأعلى في العالم، وتفاقمت البطالة في تونس بصفة خاصة وبلغت أكثر من العمدل الذي يوصف بالخطير بأكثر من 15%، مع نسب أعلى بين الشباب.
وأضافت الصحيفة بأن دولاً أخرى، لاسيما البحرين واليمن، شهدت أحداث شغب والتي لم يتم حلها أو زيادتها، الأمر الذي ينذر بالسوء في المستقبل.
واختتمت بأنه في الذكرى الرابعة للثورات العربية، هناك القليل للاحتفال به، فخلال رحلة الى جبهة الحرب السورية في أكتوبر، شكى مسعود بريك بأن "ثمة أحد لم يعتقد أن الأمر سيستغرق كل هذا الوقت، أو يكون بهذه الصعوبة والشدة".