دبابات إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية
دبابات إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية رويترز

لماذا لم يتوسع نطاق الحرب في غزة حتى الآن؟

نشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية للأنباء مقالًا للكاتب توبن هارشو تحدث فيه عن المداولات الدبلوماسية في أي ملف سياسي كشكل من أشكال "الفن الراسخ".

وأشار الكاتب إلى ما سماه "اقتراح الدجاجة والبيضة" الذي تم مشاركته بين الوفد الأمريكي في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 ومفاده، "الاعتراف بفلسطين كدولة يهودية، بمجرد أن يتم ذلك ستصبح فلسطين دولة يهودية في الواقع".

وتابع الكاتب: "وتضمنت هذه الوثيقة أيضًا نصيحة احترافية تقول إنه من الواضح أن فلسطين تحتاج إلى توجيه حكيم وحازم".

وأردف: "مع ذلك، ظلت الأرض المقدسة تحت الانتداب البريطاني لمدة 29 عامًا، فيما أدركت أعقل العقول الغربية إمكانية وجود وطن يهودي لزعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله، الذي كانوا مشغولين في نحته".

واعتبر الكاتب أن ذلك كله يقودنا إلى الحرب المأساوية والدموية التي تجري اليوم في إسرائيل وغزة والتي تظل عواقبها الإقليمية غامضة على أفضل تقدير.

ولمحاولة توضيح الأمور، أجرى الكاتب حواراً هذا الأسبوع مع مديرة السياسة الخارجية في معهد "بروكينغز" الأمريكي والتي عملت أيضًا مستشارةً لوزارة الخارجية الأمريكية لكل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية، وشاركت بلومبرغ القراء بعضًا من إجاباتها.

وحول دور إيران وحزب الله في الدخول إلى الأزمة الحالية أشارت مالوني إلى أن "طهران مستمتعة بإنجاز مثل هذا الهجوم الذي نفذته حماس على خصم إيران اللدود إسرائيل ومن دون تعريض نظامها بشكل مباشر لأعمال انتقامية مباشرة"، مضيفة أنهم "اضطلعوا بدور دبلوماسي بارز في هذا الصراع".

وأردفت: "تعرضت إسرائيل لردة فعل شعبية كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة وفي أماكن أخرى من العالم بسبب قصفها لغزة، وبالنسبة لإيران فإن هذا يشكل فوزًا كبيرًا وبسعر مقبول وخصوصًا دون وجود حافز مباشر يذكر للمخاطرة بأمنها، أو بأمن شبكتها من الميليشيات، على أمل تصعيد الموقف".

وعن توقعاتها بالنسبة للتصعيد الإقليمي جراء الأزمة الحالية اعتبرت مالوني أن "الاهتمام الرئيس يتركز على الحدود مع لبنان، حيث إن أي خطأ أو سوء تفسير يمكن أن يخلق ضغوطًا تخرج بسرعة عن نطاق السيطرة".

دبابات إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية
إسرائيل تحبط إطلاق صاروخ "أرض جو" من لبنان

وتابعت: "وفي مرحلة ما، قد تتفوق انتهازية حزب الله على تجنبه المخاطرة؛ ما يشكل تهديدًا قويًا لإسرائيل".

وأضافت أن حزب الله وراعيه الرسمي إيران قد يتورطا في جبهة ثانية "مع مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية المتمركزة قبالة الساحل اللبناني؛ ما سيتسبب في صراع غير مسبوق وخطير للغاية".

أما السيناريو الآخر للتصعيد حسبما رأت مالوني فيتمثل في "انفجار كامل في الضفة الغربية، حيث قُتل أكثر من 100 فلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين اليهود".

وأضافت أنه "وفي حال ارتفاع عدد الضحايا الأمريكيين، فقد تشعر إدارة جو بايدن بأنها مضطرة إلى الانخراط في أعمال انتقامية مباشرة، مثل الضربات التي شنت في وقت سابق من هذا الأسبوع على المواقع الإيرانية في شرق سوريا".

وحول تأثير هجوم حماس على مستقبل عملية السلام في المنطقة رأت مالوني أن "تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين تؤيد النظرية القائلة إن هجوم حماس ربما كان يهدف إلى تعطيل عملية التطبيع الجارية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".

وحول أثر الأزمة الحالية على سوق الطاقة العالمي أشارت مالوني إلى أنه "وفي حين أن أسعار النفط لم تشهد ارتفاعات مستدامة خلال هذه الأزمة، فإن أي تصعيد قد يخلق عائقًا كبيرًا على المنطقة وكذلك الاقتصاد العالمي؛ وهو الأمر الذي لن يكون موضع ترحيب بشكل خاص لإدارة بايدن مع بدء حملة إعادة انتخاب الرئيس".

ورأت مالوني أن "الأزمة الحالية في غزة كشفت العديد من الحقائق غير المريحة، حيث تظل الولايات المتحدة لاعبًا لا غنى عنه في الشرق الأوسط، على الرغم من سجلها المشكوك فيه على مدى السنوات العشرين الماضية".

وختمت بالقول إن "إدارة بايدن كانت تأمل في أن تتمكن من تقليص دورها في الشرق الأوسط بتكلفة رخيصة للتركيز على التهديد الروسي العاجل والتحدي الذي تواجهه الصين لكنها وبدلاً من ذلك، فسيكون عليها المواءمة بين الأمرين بينما نحاول إخماد حريق خطير في الشرق الأوسط أيضاً".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com