كنيسة القديس برفيريوس وبجانبها مسجد في غزة
كنيسة القديس برفيريوس وبجانبها مسجد في غزةأ ف ب

قصف مساجد وكنائس غزة.. ضربات عززت التعايش الديني

لم تسلم دور العبادة في قطاع غزة من مساجد أو كنائس، تحكي قصة تعايش ديني بين المسلمين والمسيحيين، من الآلة الحربية الإسرائيلية، سواء بالتدمير الكلي أو الجزئي لها، بالإضافة إلى مقتل وجرح المئات ممن احتموا بداخلها جرّاء القصف المتواصل على البيوت والأحياء السكنية.

فقد دمرت الطائرات الإسرائيلية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ما يزيد على 50 مسجدًا، أحدها المسجد العمري وسط مدينة غزة وعمره يزيد على 1300 عام، و3 كنائس إحداها تعتبر ثالث أقدم الكنائس في العالم.

تعليقا على ذلك، يقول وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري، لـ"إرم نيوز": إن استهداف الجيش الإسرائيلي لدور العبادة من المساجد والكنائس "ما هو إلا انتهاك وحشي لحرمة هذه الأماكن ولإقامة الشعائر الدينية، فقد قامت الطائرات بقصف عدد من المباني التي تتبع وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى تدمير دار القرآن الكريم التي خرّجت آلاف الحافظين للقرآن الكريم تدميرًا كاملًا".

وأكد البكري أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت أكثر من 50 مسجدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، والذي جاء بعد ضوء أخضر أمريكي وغربي عبر المشاركة في جلسات مجلس الحرب الإسرائيلي، كما فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن".

كنيسة القديس برفيريوس بعد تعرضها للقصف
كنيسة القديس برفيريوس بعد تعرضها للقصفأ ف ب

قصف كنيسة القديس برفيريوس

وكانت الطائرات الإسرائيلية قامت قبل نحو 3 أسابيع بقصف كنيسة القديس برفيريوس، وهي أقدم كنيسة في المدينة للروم الأرثوذكس في قطاع غزة، وبحسب بيان أصدرته بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، فإنها تعتبر ثالث أقدم الكنائس في العالم وبُنيت في القرن الخامس الميلادي.

كما أصيب عشرات المسيحيين والمسلمين الذين احتموا في الكنيسة التي تتوسط البلدة القديمة وسط مدينة غزة، وكانت توفر حماية لسكان حي الزيتون من المنطقة المجاورة لها، وكانت تضم أكثر من 500 غزي اتخذوا من المبنى المكون من طبقتين في الكنيسة ملجأ لهم، بعد إخلاء منازلهم أو تضررها.

كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية الكنائس الأخرى، مثل كنيسة غزة المعمدانية، التي أصيبت بأضرار كبيرة من جراء قصف محطة للشرطة قريبة من الكنيسة في ذلك الوقت.

ضرب دور العبادة بلا رادع أخلاقي

البابا مانويل مسلم يقول: "إن الجيش الإسرائيلي يحارب الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين بأديانه كافة، فلم تسلم الكنائس والمساجد من القصف والتدمير بدون أي رادع أخلاقي يمنع الجيش عن ضرب دور العبادة".

وأضاف البابا مسلم، لـ"إرم نيوز": "قمنا بفتح كنائسنا لإخواننا المسلمين وللمسيحيين في قطاع غزة للاحتماء بها هم وعائلاتهم ظنًا بأنها لن تقصف وبداخلها مئات الفلسطينيين، لكن الطائرات الحربية قصفتها بكل وحشية وقتلت وجرحت من بداخلها، واختلط الدم المسيحي بالدم المسلم، إذ كانوا يقيمون شعائرهم المختلفة في المكان ذاته حتى أننا رأينا كتاب القرآن المقدس ملقى على الطاولة بعد قيام الجيش الإسرائيلي بقصف كنيسة القديس بريفريوس".

 أما رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، فقال: "إن إسرائيل استهدفت عشرات دور العبادة من مساجد وكنائس في قطاع غزة، في إطار حربها المستمرة للشهر الثاني على التوالي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ولقوانين الحرب وأعرافها".

أحد مساجد غزة بعد تعرضه للقصف
أحد مساجد غزة بعد تعرضه للقصفأ ف ب

66 مسجدا دمرت بشكل كلي

وأضاف عبده، لـ"إرم نيوز"، أن 66 مسجدا دمرت بشكل كلي في هجمات إسرائيلية، فيما تضرر 146، بما يمثل نحو 20% من إجمالي المساجد في قطاع غزة، فضلا عن تضرر 3 كنائس تاريخية في مناطق متفرقة من القطاع.

وأكد أن المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تنص على "أن لكل إنسان حقا في حرية الفكر والوجدان والدين بما يشمل حريته في أن يدين بدين ما، واعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة".

وشدد عبده على أن القوانين والمواثيق الدولية تحظر استهداف دور العبادة في الحروب، وتندرج في إطار تعزيز لغة الكراهية الدينية المتزايدة التي تتم تغذيتها من حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية الحالية، التي وفرت غطاءً للإفلات من العقاب أمام الهجمات ضد الفلسطينيين.

ودعا عبده الأمم المتحدة والمقرر الخاص بحرية الدين أو المعتقد إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه حماية دور العبادة والأماكن المقدسة في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، ومحاسبتها على هجماتها العشوائية وغير المتناسبة من حيث تأثيرها على المدنيين والأعيان المدنية، باعتبار ذلك يشكل جرائم حرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com