"إرم نيوز" يوثق مغامرة خطيرة لمغادرة مستشفى الشفاء
روى ممرض فلسطيني، تفاصيل نجاته من الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة منذ عدة أيام، وذلك بعد اجتياح الدبابات الإسرائيلية لقطاع غزة ووصولها لمراكز رئيسة بالمدينة.
وقال الممرض جودت المدهون، في حديث لـ"إرم نيوز"، إنه "نجح برفقة شابين وفتاة في النجاة من الحصار الإسرائيلي لمستشفى الشفاء"، واصفاً بقاءه على قيد الحياة في عملية فراره من المستشفى بـ"المعجزة".
وأوضح المدهون، أنه قرر صباح اليوم مع مجموعة من المحاصرين المغامرة ومغادرة المستشفى، وتحركوا ركضاً من داخل المستشفى إلى خارجه بأقصى سرعة ممكنة كي لا يتمكن قناصة الجيش الإسرائيلي من قتلهم.
وأضاف المدهون: "ركضنا معاً من البوابة الرئيسة لمستشفى الشفاء باتجاه شارع الوحدة وسط مدينة غزة، ولم نتوقف عن الركض لأكثر من ساعة، خوفاً على أرواحنا من القصف الإسرائيلي ورصاص جنود الجيش".
قناصة الجيش الإسرائيلي
وتابع: "لم يتوقف إطلاق النار علينا من قناصة الجيش الإسرائيلي منذ أن خرجنا من بوابة المستشفى حتى وصلنا بعيداً عنها"، مبيناً أن أحد الشبان جرى اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي، في حين أصيب الآخر بالرصاص.
وقال المدهون: "نجحت أنا والفتاة بالوصول لمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، بعد رحلة معاناة كدنا أن نفقد فيها أرواحنا، وللأسف الفتاة بحالة نفسية صعبة للغاية بسبب ما رأيناه في شوارع مدينة غزة من جثث وأشلاء ملقاة بالشوارع".
وأضاف أن "الكثير من الجثث وأشلاء الأطفال ملقاة في الشوارع ولا يمكن الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة"، مستطرداً: "لا أصدق أنني لا أزال على قيد الحياة، وأنني نجحت بالهرب من حصار مستشفى الشفاء".
وفيما يتعلق بالأوضاع بمستشفى الشفاء، قال المدهون، إنها "صعبة للغاية، حيث لا يتوفر أدنى مقومات الاحتياجات الإنسانية، والكهرباء مقطوعة منذ عدة أيام ولا توجد أي معدات طبية أو أدوية للجرحى والمرضى".
مصابون ومرضى مهددون بالموت
وبين المدهون، أن "جميع الأقسام توقفت عن العمل، والجيش الإسرائيلي دمر بعض المباني الطبية، وكنا نتعامل مع المصابين والحالات الطبية وفق المتاح وبإسعافات أولية والقسم الوحيد الذي ظل يعمل هو قسم الطوارئ فقط".
وقال: "اضطررنا لفصل الأوكسجين عن المصابين بقسم العناية المركزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولم نتمكن من تنفيذ جلسات غسيل لمرضى الكلى"، لافتاً إلى أن جميع المصابين والمرضى في المستشفى مهددون بالموت.
وتابع المدهون: "جثث القتلى ملقاة في ساحة الشفاء ولم نتمكن من دفنها ولم نحصل على أي موافقة إسرائيلية بهذا الشأن، وتواصلنا مع الصليب الأحمر أكثر من مرة، وطلب منا الابتعاد عن النوافذ فقط لضمان سلامتنا".
ودعا المدهون المجتمع الدولي للتدخل العاجل من أجل إنقاذ الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والعائلات المحاصرة داخل مستشفى الشفاء، لافتاً إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي على المستشفى ستكون له تداعيات كارثية.