السودان.. تحذيرات من تجدد الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان

السودان.. تحذيرات من تجدد الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان

حذرت قوى إعلان الحرية والتغيير، اليوم الجمعة، من اندلاع الحرب مجددًا في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان؛ على خلفية الاشتباكات القبلية الدامية التي شهدتها المنطقتان خلال اليومين الماضيين.

يأتي التحذير على خلفية تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبدالعزيز الحلو، المتمردة في المنطقتين، بالتدخل في الاشتباكات القبلية التي وقعت في منطقة "لقاوة" بكردفان بين قبائل "المسيرية" من جهة، "والنوبة والداجو" من جهة أخرى.

وقالت قوى الحرية والتغيير في بيان تلقى "إرم نيوز" نسخة منه، اليوم الجمعة، إن "الصراع بين المكونات الاجتماعية في منطقة "لقاوة" خلف العديد من الضحايا بين الطرفين، وينذر بإمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها الشعبي بقيادة عبدالعزيز الحلو، واندلاع الحرب مجددًا بين مختلف الأطراف".

كما تجددت الاشتباكات القبلية في إقليم النيل الأزرق بوتيرة عنيفة ومتزايدة بلغت ذروتها يومي الأربعاء والخميس في منطقة "ود الماحي" بسقوط أكثر من مائة قتيل بينهم نساء وأطفال، حسب بيان قوى الحرية والتغيير.

وقال البيان إنه "تصاعد مؤسف للغاية ويهدد باندلاع وتمدد الصراع في كل أنحاء الإقليم، وربما في أماكن أخرى بالبلاد"، داعيًا جميع الأطراف لضبط النفس والتحلي بالحكمة، والحيلولة دون تطور الأحداث وتصاعدها بشكل يصعب السيطرة عليه.

وطالبت الحرية والتغيير باتخاذ حزمة من التدابير العاجلة للسيطرة على الأوضاع في هاتين المنطقتين، بالنزع الفوري للسلاح من جميع المدنيين وحظره وتشديد العقوبات على كل من يخالف الإجراء.

وشددت على ضرورة اتخاذ تدابير إضافية، تتضمن "التأكيد والتمسك التام بوقف إطلاق النار في مناطق الصراع، مع الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، والإعلان الواضح بعدم الرجوع للحرب مطلقًا، والدعوة لإجراء تحقيق شفاف حول الأحداث التي شهدتها منطقة لقاوة، وتحديد مسؤولية الأطراف المتورطة وتسميتها، وكشف وإعلان نتائج التحقيق للرأيين العام المحلي والدولي".

كما طالبت بتحديد الجناة المسؤولين عن التجاوزات والقبض عليهم وتقديمهم لمحاكم عاجلة وفورية في كل الجرائم المرتكبة، بما في ذلك الانتهاكات التي تدخل ضمن جرائم الحرب وتطبيق القانون وسيادة أحكامه على الجميع دون استثناء.

ودعت إلى "إبعاد القوات النظامية العاملة في المنطقتين واستبدالها بقوات بديلة من مناطق أخرى، على أن تمنح كافة الصلاحيات التي تخولها وتمكنها من تطبيق القانون على الجميع بشكل متساوٍ دون انحياز أو تساهل مع أي طرف من الأطراف".

وأشارت قوى الحرية والتغيير بأصابع الاتهام إلى عناصر نظام البشير السابق، بالتورط في تأجيج الصراعات القبلية لتعقيد وتفخيخ وتفجير المشهد السياسي والانتقال لسيناريو الفوضى وإشعال البلاد من أطرافها حتى إحراقها بشكل كامل.

وأكدت أن "هذه المساعي مصيرها الفشل وهي إلى زوال، وأن إرادة الشعب العازمة على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر وعلى رأسها تفكيك دولة الحزب الواحد وتمكينه السياسي والاقتصادي، ستبلغ منتهاها في القريب العاجل وستهزم كل مخططات وأحلام إعادة عقارب الساعة للوراء".

وكانت تقارير سودانية، كشفت أمس الخميس، عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص إثر تجدد الاشتباكات القبلية في إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان.

وقالت لجان مقاومة الروصيرص بالنيل الأزرق، في بيان تلقت "إرم نيوز" نسخة منه، إن "الاقتتال القبلي تجدد يومي الأربعاء والخميس في محافظة "ودالماحي" بشكل بشع، وهنالك أكثر من 200 قتيل وعدد كبير من المصابين يجري حصرهم".

وأكدت لجان المقاومة أن "ما حدث في منطقة ود الماحي أمر فظيع، حيث ارتكبت العديد من المجازر في حق المواطنين خاصة الأطفال والنساء رغم وجود القوات النظامية، التي انسحبت قبل وقوع الأحداث".

إلى ذلك، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، أمس الخميس، عن مقتل 19 شخصًا وإصابة 36 آخرين ونزوح 36 ألف فرد؛ بسبب نزاع قبلي في مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان.

وقال مكتب الأمم المتحدة في بيان، إن 11 ألف نازح متواجدين في مقر قيادة الجيش بالمنطقة، مشيرًا إلى أن منظمة الهجرة الدولية تلقت تقارير غير مؤكدة تفيد بنزوح 10 آلاف شخص إلى القرى المحيطة بمدينة لقاوة، فيما فرّ 15 ألف فرد إلى الجبال.

وأكد أن المتضررين بحاجة إلى الغذاء والمواد غير الغذائية والمياه والمساعدات الصحية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com