يرى خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ نحو 10 أشهر أثرت سلبًا على المجتمع الإسرائيلي وزادت حالة التفكك فيه.
وبحسب خبراء، فإنه وبسبب الهجوم الذي نفذته حركة حماس على البلدات الإسرائيلية بغلاف غزة في 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انخفضت قناعة الإسرائيليين بأهداف قيام إسرائيل كدولة في الشرق الأوسط.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن "هجوم أكتوبر كان عاملًا رئيسًا في حالة التفكك التي وصل إليها المجتمع الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعاني من تدمير داخلي، وتفكك غير مسبوق بسبب الحرب.
وأوضح جعارة لـ"إرم نيوز" أنه "لا توجد أي سمة اتحادية داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل الانتقادات غير المسبوقة الموجهة للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية بشأن الإخفاقات التي تسبب بها هجوم أكتوبر".
وأشار إلى أن "الانتقادات الخارجية الموجهة لإسرائيل أحد العوامل التي تسببت في حالة التفكك التي يعانيها المجتمع الإسرائيلي"، مشددًا على أنه بالرغم من التوجهات اليمينية لغالبية الجمهور الإسرائيلي؛ إلا أن اليمينيين أنفسهم يعانون التفكك الداخلي.
وأضاف: "المشادات الكلامية المتكررة بين قيادات اليمين واليمين المتطرف، والخلافات العميقة داخل الائتلاف الحكومي، تمثل أحد الأوجه الرئيسة للتفكك الذي يهدد إسرائيل من الداخل، ويدفعها نحو الانهيار".
وتابع: "لا سمة وحدوية لدى الإسرائيليين فيما يتعلق بأهداف إنشاء دولة إسرائيل، علاوة على أن أزمة تجنيد اليهود المتدينين تزيد حالة الانشقاق التي يعانيها المجتمع الإسرائيلي"، مبينًا أن هذه الأزمة من أخطر الأزمات.
وبين أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه اتهامات خطيرة تتعلق بقيادة البلاد نحو الخراب، وأن مصير الدولة في حكمه هو الهلاك"، مشددًا على أن استمرار حكم اليمين يزيد الخلافات الداخلية بإسرائيل.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، "إن إسرائيل تمر بأصعب أزماتها الداخلية منذ استلام بنيامين نتنياهو وشركائه اليمينيين الحكم"، مشيرًا إلى أن الحرب في غزة عمقت تلك الأزمات، وزادت حدة الخلافات.
وأوضح صباغ لـ"إرم نيوز"، أن "التفكك الذي تعانيه إسرائيل سيؤدي إلى انهيار النظام السياسي والأمني داخلها خلال الفترة المقبلة"، معتبرًا أن الأوضاع الداخلية تمثل وصفة للحرب الأهلية، خاصة مع عمليات التسليح التي يقودها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
وأضاف: "بتقديري، اندلاع الحرب الأهلية في إسرائيل مسألة وقت، خاصة في ظل الخطاب التحريضي بين الأقطاب اليمينية واليسارية، ومحاولة الوزراء المتطرفين التحريض على الأقليات خاصة العرب منهم، وهو ما سيدخل البلاد في دوامة غير مسبوقة من العنف".
وتابع: "إسرائيل ستكون أمام خيارات صعبة خلال الفترة المقبلة، والهجوم الذي نفذه المتطرفون الإسرائيليون على القاعدة العسكرية بالجنوب يمثل دليلًا دامغًا على الانهيار الذي تعانيه البلاد، والنتائج الكارثية له".
وأكد أن "استمرار الحرب سيزيد التفكك الذي يعانيه المجتمع الإسرائيلي، وقد يدفع نحو عمليات اغتيال للمطالبين بوقفها بما في ذلك من عائلات الرهائن والمحتجزين في غزة"، مؤكدًا أن ذلك سيشعل حربًا داخلية.