الدفاع المدني في غزة لـ"إرم نيوز": نواجه الكارثة بإمكانيات متهالكة
يواجه الدفاع المدني في قطاع غزة مهمة شاقة من أجل إنقاذ آلاف الضحايا والجرحى الفلسطينيين، إثر استهداف إسرائيل لآلاف المنازل السكنية في القطاع منذ بداية حربها على غزة، عقب هجوم حماس في السابع من الشهر الماضي.
ويعاني الدفاع المدني من تهالك معداته، ونقص الوقود والمياه اللذين أثرا على عمله في عمليات الإنقاذ وأعاقها، علاوة على استهداف الجيش الإسرائيلي لطواقمه، ما أدى لمقتل العشرات منهم وإصابة آخرين بجروح.
إمكانيات متهالكة
وأكد مدير عمليات الدفاع المدني في قطاع غزة، أشرف أبو نار، أن "آلاف الفلسطينيين لا يزالون عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة؛ بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع منذ السابع من الشهر الماضي".
وقال أبو نار، لـ"إرم نيوز"، إن "طواقم الدفاع المدني، ورغم ضعف الإمكانيات الفنية والبشرية، تعمل على مدار الساعة لإنقاذ العالقين تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة"، مبيناً أن إمكانيات الدفاع المدني في غزة متهالكة وقديمة للغاية.
وأضاف: "منذ بداية الحرب الإسرائيلية نقوم بواجبنا بمعدات متهالكة وإمكانيات تكاد تكون معدومة، كما أن النقص الحاد في الوقود أثر على عمل طواقم الدفاع المدني بشكل كبير وأعاقها عن تقديم خدماتها الإنسانية".
ووفق أبو نار، "هناك جثث متحللة وشهداء تحت الأنقاض لا نستطيع الوصول إليهم بسبب نقص المعدات والإمكانيات، علاوة على الاستهداف المتعمد من قبل إسرائيل لطواقمنا، الأمر الذي أدى لمقتل وإصابة عدد منهم".

استهدافات إسرائيلية
وقال أبو نار إن "10 من عناصر الدفاع المدني قتلوا في قصف إسرائيلي مباشر وغير مباشر لهم، فيما أصيب آخرون بجراح متفاوتة"، مشدداً على أن ذلك أدى إلى عرقلة عمل طواقم الدفاع المدني وعدم قدرتها على مواصلة مهامها.
وبين أن "التنسيق بين الدفاع المدني في غزة والصليب الأحمر متوقف، خاصة بعد استهداف عدد من الطواقم"، مشيراً إلى أن أزمة المياه أثرت أيضاً على عمل الدفاع المدني الذي لا يجد الماء الكافي لخزاناته ويبحث عنها في بعض الأحيان لعدة أيام.
وأشار أبو نار إلى أن "التعامل مع الدمار الذي حل بقطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة يفوق إمكانيات دولة متقدمة وليس الدفاع المدني في غزة فقط"، مضيفا: "المعدات التي نعمل بها موجودة لدينا منذ عام 1994".
وتابع: "إسرائيل لا تسمح للدفاع المدني في غزة بتطوير معداته منذ عقود طويلة، وبالتالي لا يتوفر لدينا سوى المعدات البدائية وآلية ثقيلة واحدة، هي لا تكفي للعمل، وتستخدم لأيام من أجل إنقاذ ضحايا بناية واحدة، فيكف لو كان القصف لعدة بنايات وفي أماكن متعددة".
انقطاع الاتصالات والإنترنت
وفيما يتعلق بالانقطاع المتكرر للاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، أكد أبو نار أن "ذلك تسبب في عدم قدرة طواقم الدفاع المدني على مواصلة أداء عملها"، لافتاً إلى أنه في هذه الحالة يتم الاعتماد على البلاغات الفردية من المواطنين.
وأضاف: "نضطر عند انقطاع الاتصالات والإنترنت للعمل بالطرق البدائية، إذ يصل إلينا المواطنون بعد ساعات من القصف لتحديد المكان المستهدف، ومن ثم نقوم بعمل اللازم"، مبيناً أن ذلك يزيد من أعداد الضحايا.
وأكد أبو نار أن "الدفاع المدني محمي بموجب القانون الدولي الإنساني، وأنه يجب الضغط على إسرائيل لمنع استهداف طواقمه، وإجبارها أيضاً على إدخال المعدات اللازمة لإنقاذ المدنيين، خصوصا أن جل المستهدفين من النساء والأطفال وكبار السن".
وشدد على "ضرورة إعادة تحديث الدفاع المدني وخاصة سياراته المتهالكة وتوفير السيارات والآليات الأكثر ملاءمة للأوضاع المتوترة في القطاع"، متابعاً: "بعض مراكز الدفاع المدني توقفت عن العمل بسبب ضعف الإمكانيات والقدرات".

طرق بدائية
من ناحيته، يقول المنقذ أحمد سلمان إن "فرق الدفاع المدني في غزة تعمل بطرق بدائية جداً وبمساعدة المواطنين لإنقاذ الضحايا في المباني السكنية التي يتم استهدافها"، مشيراً إلى أن نقص الوقود وضعف الإمكانيات يزيدان من أعداد الضحايا في غزة.
وأوضح سلمان، لـ"إرم نيوز"، أن "عمل طواقم الدفاع المدني في غزة يكاد يكون معدوماً في الوقت الراهن، ويعتمد بشكل أساسي على الجهد البشري والمعدات التقليدية"، قائلاً: "نعمل من الصفر ونستخدم أدوات لا تصلح من أجل إنقاذ المصابين وانتشال الضحايا".
وأضاف: "لا نمتلك أيا من معدات الدفاع المدني سواء الحديثة أو القديمة، ولا يمكن لنا إيصال الأوكسجين أو الماء للناجين تحت الأنقاض إلا بطرق بدائية للغاية، علاوة على أن إسرائيل تستهدف أصلاً تلك المعدات، الأمر الذي أخرج بعضها عن الخدمة".