"لا نريد أن نغرق".. البابا يدعو إلى تسوية خلافات "بحري الشرق والغرب"

"لا نريد أن نغرق".. البابا يدعو إلى تسوية خلافات "بحري الشرق والغرب"

دعا البابا فرانيس اليوم الجمعة، إلى تسوية الخلافات بين الشرق والغرب، مشيرا إلى أنهما الآن "يشبهان بحرين متخاصمين".

وطالب بابا الفاتيكان بكلمته في ختام "أعمال ملتقى البحرين للحوار.. الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ" الذي بدأ أمس الخميس، قادة الديانات أن يلتزموا بالقضايا التي تمت مناقشتها وأن يكونوا مثلا صالحا للآخرين.

وأضاف: "هذا واجبنا لمساعدة الإنسانية على الإبحار معنا، فهي في الوقت نفسه مترابطة وبقدر ما هي مترابطة فأنها متباعدة، وتبدو أكثر انقساما وغير متحدة".

وتابع: "كذلك نجد أنفسنا اليوم في بحرين متعارضين في مذاقهما، العيش المشترك بحر هادئ وعذب ومن ناحية أخرى بحر مرير من اللامبالاة والعلاقات التي تثيرها رياح الحرب وأمواجه المدمرة والمضطربة بشكل متزايد والتي تهدد بهلاك الجميع".

وأردف: "للأسف الشرق والغرب يشبهان بصورة متزايدة بحرين متخاصيمن، ونحن هنا لأننا عازمون على الإبحار في البحر نفسه واختيارنا هو طريق اللقاء بدلا من طريق المواجهة وطريق الحوار الذي يشير إليه هذا المنتدى. الشرق والغرب من أجل العيش الإنساني معا".

واستكمل: "بعد حربين عالميتين مروعتين وحرب باردة ظل العالم فيها حابسا أنفاسه مدة عشرات السنين وسط صراعات مدمرة في كل جزء من العالم وبعد أصوات الإدانة نجد أنفسنا على حافية الهاوية في توازن هش ولانريد أن نغرق".

ورأى البابا أننا "أمام وضع تناقضات غريبة، من جهة غالبية سكان العالم يجدون أنفسهم موحدين بنفس الصعوبات ويعانون من أزمات خطيرة (الغذاء، البيئة، والوباء)، بالإضافة إلى العبث المتزايد بكوكبنا".

"ومن ناحية أخرى عدد قليل من أصحاب السلطة يركزون في صراع حازم من أجل المصالح الخاصة يحيون اللغات القديمة لغة الحرب ويعيدون رسم مناطق النفوذ والكتل المتعارضة، وهذا فإننا نشاهد سيناريو مأساويا وكأنه وقوع في الطفولة".

واعتبر أن "في الحديقة الإنسانية بدلا من أن نعتني بهم ونهتم بالكل، نلعب بالنار وبالصواريخ والقذائف في أسلحة تسبب البكاء والموت، ونغطي البيت المشترك بالرماد والكراهية، هذه هي العواقب المريرة".

وقال إننا "واصلنا في زيادة التناقضات وعلينا أن نكتشف قدرتنا من جديد على التفاهم"، محذرًا من "استمرارنا حازمين لفرض نماذجنا ورؤانا الاستبدادية والإمبريالية والقومية والشعبوية ولا نهتم بثقافة الآخر ولم نستمع إلى صرخة عامة الناس وصوت الفقراء وإن لم نتوقف عن التمييز على طريقة بين صالح وشرير، وإن لم نجتهد لصالح أن نفهم بعض ولم نتعاون لخير الجميع".

ولخص البابا ما يواجه البشرية الآن ب 3 تحديات هي "الصلاة، العمل، التربية".

واعتبر أن "الذين يصلون ينالون السلام في قلبهم ولا يسعى المرء إلا أن يكون شاهدا له ورسولا وداعيا إليه بمثاله أولا، رفقاؤه حتى لا يصيروا رهائن لوثنية تحصر الإنسان فيما يبيعه أو يشتريه أو فيما ينتهي به".

وقال إن "عليه أن يدعوهم إلى أن يكتشفوا من جديد الكرامة اللانهائية المطبوعة في كل واحد منا، الإنسان المتدين إنسان السلام هو الذي يسير مع الآخرين على الأرض ويدعوهم بلطف واحترام إلى أن يرفعوا نظرهم إلى السماء ويحمل في صلاته مثل البخور الذي يرتفع إلى العلي".

وبين أنه "لكي يحصل هذا الأمر هنالك شرط لا بد منه وهو الحرية الدينية، يقول إعلان البحرين إن الله هدانا إلى عطيته الآلهية، عطيته الاختيار، فلا يمكن لأي شكل من أشكال الإكراه الديني إلى علاقة لها معنى مع الله".

وأكد البابا فرانسيس أن "كل نوع من الإكراه ينتنافى مع جلال الله وقدرته تعالى، لأن الله لم يسلم العالم إلى عبيد بل إلى مخلوقات حرة يحترمها احتراما كاملا، لذلك لنتلزم لتكون حرية المخلوقات مرآة لحرية الخالق العظمى، حتى تكون أماكن العبادة محمية محترمة وكذلك الصلاة لا يضع أمامها أي عائق".

ودعا إلى أن "لا يكون التعليم متزمتا ولونا واحدا بل منفتحا على التحديات، وليس ذاتي المرجعة عازلا، بل متنبها للتاريخ وثقافة الآخرين وليس جامدا بل دائما في حالة بحث كي يشمل جوانب مختلفة وأساسية للإنسان".

واعتبر البابا أن "هذا يسمح لنا أن ندخل في قلب المشاكل دون أن ندعي أن لدينا الحل، دون أن نحل المشاكل المعقدة بالقول إنها بسيطة، بل نكون مستعدين لحل الأزمة دون أن نستسلم لمنطق الصراع الذي يؤدي دائما إلى الدمار، والنمو يساعدنا على النضوج".

وطالب العمل على الاعتراف "بالمرأة في المجال العام؛ التعليم، العمل، وممارسة حقوقها السياسية والاجتماعية"، إلى جانب العمل على "حماية حقوق الأطفال الأساسية كي يكبروا ويتعلموا وحمايتهم من أنياب الجوع ولفحات العنف".

وطالب أيضا العمل على "ترسيخ مفهوم المواطنة في الحقوق والواجبات والتخلي عن مصطلح الأقليات".

وبدأ بابا الفاتيكان، أمس الخميس، زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم إلى المملكة الخليجية، في إطار مشاركته في ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، الذي يحضره قرابة مئتي شخصية من رجال دين ومسؤولين من منطقة الشرق الأوسط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com