رغم تزايد الدعوات الصادرة من دول عربية وغربية لحث مواطنيها على ضرورة مغادرة لبنان فورًا، يرى محللون سياسيون أن قرار الحرب بين ميليشيا "حزب الله" حليف إيران وإسرائيل "ليس محسوما" حتى الآن.
ويؤكد محللون أن دعوات الدول لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان ومغادرتها على الفور، دليل على "ارتفاع مؤشر الخطر"، لكنها لا تؤكد "حتمية الحرب" الواسعة في البلاد.
وقال المحلل السياسي اللبناني جورج حايك، لـ"إرم نيوز" إن "واشنطن لم تيأس حتى الآن من إبعاد هذا الخيار الذي قد يتحول إلى حرب شاملة تقود إلى تدخل أمريكي من جهة، وإيراني من جهة أخرى".
وأشار حايك إلى "وجود تباين في القضية بين إدارة جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو التي تريد الحرب وفك الحصار الإيراني من حولها من الممثل بحماس في الجنوب وحزب الله في الشمال".
ويرى أن اغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر في بيروت، ورئيس مكتب حماس السياسي، إسماعيل هنية في طهران، وضع هيبة "محور الممانعة على المحك؛ ومن ثم لا يمكنه إلا الرد على إسرائيل".
لكن المحلل السياسي يرى أن طبيعة هذا الرد هي من تحدد حجم الحرب، مشيرا إلى أن "إيران تتحدث عن رد قوي وموجع لإسرائيل قد يؤدي إلى حرب إسرائيلية قوية على لبنان وربما إيران".
ويعتقد حايك أن الأمور تسير باتجاه التصعيد، مشيرا إلى أن "اختيار إيران وحزب الله للحرب سيؤدي إلى خسارة حتمية أمام التفوق العسكري الإسرائيلي والدعم الأمريكي".
واستبعد المحلل السياسي أن تطال الحرب في حال اندلاعها جميع مناطق لبنان، ورغم ذلك ستكون الخسائر المادية والبشرية أكبر مما تتحمله البلاد، وفق قوله.
بدوره، يؤيد الكاتب والمحلل السياسي، أمين بشير، "فرضية استبعاد الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران وميليشياتها بما في ذلك حزب الله في لبنان".
وذهب بشير في قراءته للتطورات إلى "وجود موانع عدة لتطور التصعيد بين إيران وإسرائيل، لافتا إلى أن إيران تسعى للرد بشكل كلاسيكي ومحدود لا يؤدي إلى حرب كبرى".
وقال بشير لـ"إرم نيوز" إن "إيران لا ترغب في إرباك الإدارة الأمريكية في عام الانتخابات، وتتأمل فوز الديمقراطيين لاستكمال مسار المفاوضات والوصول إلى توقيع اتفاق جديد يرفع العقوبات عنها، ويحرر أموالها المجمدة".
واتهمت إيران وحركة "حماس" و"حزب الله" إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الميليشيا.
ولم تعلّق إسرائيل على اغتيال هنية الذي تعهّد القادة الإيرانيون "الثأر" له. كما توعّد "حزب الله" بالانتقام لمقتل شكر.
وتوعّد مرشد إيران آية الله علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسٍ" بإسرائيل. كما هدد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بـ"عقاب شديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة".
بدوره هدّد الأمين العام للميليشيا اللبنانية حسن نصرالله بـ"ردّ آت حتماً" بعد اغتيال شكر، مشيرا إلى "معركة مفتوحة في الجبهات كلها".