علوم وتقنية

تطوير ذكاء اصطناعي يقرأ أي نص مكتوب باليد

مهند الحميدي

طور باحثون من جامعة "إنسبراك" النمساوية، منصة حاسوبية تستخدم الذكاء الاصطناعي لقراءة النصوص المكتوبة بخط اليد، وتحويلها إلى نصوص يستطيع الجميع قراءتها.

ويتجه الباحثون نحو إتاحة المنصة التي تحمل اسم "ترانسكريبوس"، للمجتمع العلمي والعامة لأغراض مختلفة؛ مثل قراءة النصوص القديمة وأرشيف المؤسسات القديمة.

ويختلف الخط المكتوب باليد من شخص لآخر؛ ما يجعله صعبا على القراءة أحيانا، ودفع ذلك الباحثين إلى إيجاد حل برمجي يستطيع قراءة خطوط اليد المختلفة المكتوبة بعدد متنوع من اللغات.

ويمكن حاليا أن يستخدم المنصة 90 ألف شخص حول العالم لقراءة وثائق مكتوبة باليد وتحويلها لنصوص قابلة للبحث.

وتسمح التقنية بالبحث في سجلات عائلات الأشخاص والعقود القديمة والوثائق التاريخية، عن أسماء أجدادهم وتاريخهم.

وقال الباحث غونتر مولبيرغر، المشارك في الدراسة، إن "البحث في الوثائق القديمة يدويا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، في حين تسمح تقنيتنا بتسهيل العملية وتسريعها"، وفقا لموقع "تك إكسبلور".

وتفيد التقنية أيضا في تحويل كميات هائلة من النصوص التاريخية المكتوبة التي تشغل مساحات كبيرة في المكتبات، إلى نصوص رقمية مخزنة حاسوبيا.

وأوضح مولبيرغر "هكذا نستفيد من منصة (ترانسكريبوس) في إتاحة الوثائق المكتوبة بخط غير مقروء، ما يجعلها غير مرغوبة، إلى نصوص يمكن للجميع قراءتها".

ويمكن أيضا الاستفادة من التقنية في عمليات بحث سريعة عن معلومات محددة في مجموعات كبيرة من الوثائق التاريخية، إذ يمكن إيجاد اسم محدد مباشرة ضمن آلاف الوثائق.

وتعتمد المنصة على شبكات عصبية اصطناعية تعمل بطريقة تعلم الآلة، وتلغي الحاجة لبرمجة الحاسوب على تمييز كل نوع محدد من الكتابة، من خلال تعليم المستخدمين للحاسوب كيفية قراءة خط اليد.

وقال مولبيرغر "الحاسوب لا يتعب؛ ما يعني أن بمقدوره معالجة ملايين الصفحات تلقائيا وبسرعة دون أي كلل".

وأضاف "نجحنا في استخدام التقنية لمعالجة مليوني وثيقة مكتوبة باليد في مخازن الأرشيف في فنلندا يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر".

وتمتاز التقنية بأنها ليست محدودة بلغة النص الأصلي للكتابة، بل تعالج لغات عديدة، مثل: الألمانية، والعربية والعبرية، ويعمل الباحثون حاليا على تجربة معالجة اللغة الصينية القديمة.

التالي