توكلنا على الله .. وعلى أعزائي قراء موقع "إرم" تحمل مشاغبات قلمي وسياحته وسباحته المتهوره فى قاع محيطات الفكر.
بداية، أشكر الاستاذ تاج الدين عبد الحق على دعوته الكريمه لي لأكون ضمن كتاب موقع "إرم"، ويروق لي تناول كتاب مثير حول رسائل جوليت دوريه عشيقة الأديب الفرنسي فيكتور هوجو صاحب الرواية الشهيرة "البؤساء".
ولأن الرسائل المكتوبه بالحبر صارت تراثا، فقد أذهلتني السيده العاشقه بعدد رسائلها الذي بلغ 20 ألف رسالة حب لابن المحظوظه هوجو، وفي تاريخ العشاق لابد أن تتوقف أمام رسائلهم .. رسالة العاشق أو العاشقه باسبور غرام دائم على حدود دولة العشق، وكلمات العشاق في لحظات الشوق والصدق لآلئ من المعاني لا تقدر بكل كنوز الدنيا.
حاول أن تجرب، في لحظة صدق، كتابة رسالة لمحبوبك ستجد أنه حتى فى عصر التكنولوجيا ومواعيد التيك أواي ولقاءات الهوم دليفرى، تظل كلمات الحبيب للمحبوب شرارة كهربيه تشغل القلب وتنعش الروح.
الكلمة لها مفعول السحر مع طوفان المادة والمصالح وثوره الغرائز التي تجد رعاياها غارقين في بحر المواقع الاباحية.
إن لذة الجسد تتبخر أمام نشوة الكلمات وسحر المعاني على مسامع الحبيب والتي تساوي العمر كله. جوليت دوريه كتبت لحبيبها هوجو عشرين ألف رسالة عبر نصف قرن... نعم، ظلت جولييت تكتب رسالة كل صباح لمعشوقها وكل رسالة تختلف عن الأخرى، وهذه تمثل عبقرية فريدة فى عالم العشاق. وعندما سئل هوجو عن أهم عبارة كان يفضل أن تكتبها له العاشقة، رد: أنها عبارة "أنت أوسم وأعظم رجل فى الكون"...
ياالله، كم أنت مغرور ياهوجو. الرجل كان يعاني من جنون العظمه، وكانت جولييت تعلم ذلك وتسعى بكل الطرق لإسعاده، فلم تمل من تكرار هذه العبارة فى معظم رسائلها وقد وصل بها مستوى العشق إلى أنها ذابت فيه حتى تضاءلت، ثم توحدت معه، ولم تر نفسها إلا داخل كيانه فقط، بل أنها كانت تجلد نفسها عندما تجده يتضايق من ولهها به، فتقول: "ياحبيبى اصفح عني لأنني أحبك كما لم تحب أنثى رجلا... ياحبيبي أن أسمع صوتك يعنى أننى أعيش، وأن ألمسك معناه أننى ألمس السماء بيدى... يا من أهيم به، طاب صباحك، كيف حالك اليوم؟ لا أملك إلا أن أعجب بك وبكل ما تفعل، ولا أملك إلا أن أتأمل خطوتك وأرصف الأرائك، وأقرأ ما تكتب وأنتشي، ولا أتصور الوجود إلا بوجودك .. أحبك بكل روحى وكياني.