أزمات مفتعلة
أزمات مفتعلة أزمات مفتعلة
مدونات

أزمات مفتعلة

شوقي عبد الخالق

 شوقي عبدالخالق

لم أكن يومًا أؤمن بنظرية المؤامرة، قدر إيماني العميق بمنهج التقصير والإهمال المتراكم، والذي يزيد الأمور تعقيدًا، لاسيما مع سنوات من الفساد الذي ضرب قطاعات كبيرة داخل مفاصل الدولة المصريّة.

لكنَّ ما يشهده الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة، يُجبر أكثر المتفائلين على الجنوح إلى ركن التشاؤم، ليس لكثرة الأزمات والتراكمات بقدر عدم اتساقها مع الواقع وترتيبها، الذي لا يخلو من إمكانية تدخل العنصر البشري حمال البغيضة حتى من نفسه.

الأزمات التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، بدءًا بغرق مركبة الفوسفات بنهر النيل في محافظة قناة، وصولاً إلى تلوث محطات تحلية مياه بمحافظة الإسكندرية، مرورًا باصطدام قطار مترو العباسية، وما بينهم من أزمات في المواصلات والصرف الصحي وغيرها، كلها أزمات تتعلق بالبنية التحتية واحتياجات المواطن الفقير، وهو ما يقول بلا يدع مجالاً للشك، إن ثمة من يحاول أن يزرع قنبلة موقوتة بين الشعب والإدارة السياسية جملة واحدة.

بدون الخوض في تفاصيل الأزمات سالفة الذكر، فإن أغلبها يعود إما إلى قصور لدى المسؤولين عن تلك القطاعات، أو إلى تعمد القصور، وهو ما يمكن أن يفسر على كون كل ما سبق محاولة لإحراج الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاسيما أمام الشعب الذي خرج هاتفًا بأعلى صوته "تحيا مصر" دعمًا لقائد المرحلة.

التصور السابق يدعمه كم الصيحات التي أطلقتها ألسن المعادين للاستقرار والمتربصين بأمن البلد، بأن البلد تسير إلى مرحلة الدمار، وأن النظام يحاول كما يزعمون، قتل الشعب إكلينيكيًا، وفي المقابل يقف قطاع عريض من الشعب موقف الصمت، فلا هو يستطيع تفسير ما يجري، ولا هو أيضًا منساق وراء الدعوات المغرضة التي تحاول النيل من أمن واستقرار البلد.

التالي