الخائفون
الخائفون الخائفون
اتجاهات

الخائفون

سمير عطا الله

سمير عطا الله

اليمين المتطرف، وترجمته الأحزاب العنصرية، عائد في كل أوروبا حتى في دول اسكندنافيا، أرقى أماكن السماح في العالم. خسرت مارين لوبن الجولة الثانية في فرنسا لكنها ضاعفت حجم حزبها منذ الجولة الأولى. مقابل موقف أنجيلا ميركل الألمانية حيال اللاجئين، موقف الفرنسية لوبن، أوروبا منقسمة حول مبادئها وقيمها. لقد خاضت حربًا عالمية ضد الفاشية، واليوم ترتعد من احتمال عودتها. في بلاد شديدة الرقي مثل النمسا وهولندا، المتطرفون يتقدمون بلا توقف. البطالة التي تضرب القارة تساهم في الموقف العدائي من اللاجئين، والرعب من أن تكرر «داعش» مجزرة باريس، يعم المدن الأوروبية.

للمرة الأولى منذ الحرب رأينا في لندن لوحات ضوئية تحذر من الإرهاب. الخوف من أماكن التجمعات شامل. اليمين يحكم بولندا منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ويرفع شعارات قاسية في هنغاريا. وبينما تمهل الفرنسيون وأعادوا النظر في التصويت لـ«الجبهة الوطنية»، مضى الجمهوريون في تأييد جنون دونالد ترامب. الشعبوية الفارغة تحرك الناس في كل مكان. والذين تسهل تعبئتهم يلبون شعار «داعش»: لا منطقة رمادية بعد اليوم. أسود أو أبيض.

الرعب مشكلة أوروبية أولاً. وأذكر وأكرر دائمًا ما قاله لي وزير خارجية بريطانيا دوغلاس هيرد: «نحن نبدأ نخاف عندما يتحول الرجل الأبيض إلى الإرهاب». ثمة خوف من الأضرار بتغيير القوانين والتضييق على الحريات والعودة عن خطوات الوحدة. وحيث يعم فقر شديد مثل اليونان، أو بطالة كبرى مثل إسبانيا، يعم حذر شديد من جميع الغرباء. وتزدهر مشاعر العداء وتتنامى. ولم يعد هناك شك في أن دونالد ترامب تحول من موضوع تهريجي إلى قضية وطنية. وربما للمرة الأولى في تاريخه، يجد الحزب الجمهوري نفسه أمام مرشح ذي طروحات عنفية قصوى، تهدد النسيج القومي أكثر مما تهدد منظمات الرعب.

يدفع العرب والمسلمون ثمن البزوغ العنصري الجديد. الرجال في المصانع والأطفال في المدارس وطالبو العمل والوظائف في جميع الحقول. ويبدو أن الأمور إلى الأسوأ وليست إلى الانحسار. ثمة فريقان يزدهران على الرعب: «داعش» وترامب.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

التالي