ازدحام لشراء الدقيق المدعوم من شاحنة في كراتشي - باكستان
ازدحام لشراء الدقيق المدعوم من شاحنة في كراتشي - باكستان رويترز
العالم

بفعل الأزمة الاقتصادية.. الطبقة الوسطى في باكستان تتآكل

ترجمات

ألحقت الاضطرابات الاقتصادية التي تجتاح باكستان أضرارًا فادحة بالطبقة المتوسطة؛ ما أدى إلى تآكل المكاسب التي تحقّقت بصعوبة في مستويات المعيشة، ودفع الأسر إلى ضائقة مالية.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه مع ارتفاع معدلات التضخم إلى 30%، وتصاعد المصاعب الاقتصادية، أصبح المسار الواعد للطبقة المتوسطة في باكستان مهدداً، الأمر الذي يجعل العديد من الناس يكافحون من أجل الحفاظ على ما يشبه الاستقرار.

تلاشي الحلم

وبالنسبة لأفراد مثل محمد عاصم، وهو صاحب محل مجوهرات في إسلام آباد، فإن حلم العيش الآمن للطبقة المتوسطة يتلاشى وسط تضاؤل الطلب الاستهلاكي، وارتفاع فواتير الخدمات العامة إلى عنان السماء.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تكافح الأسر مع ارتفاع التكاليف، فإن التطلّعات إلى حياة أفضل تفسح المجال أمام الواقع الاقتصادي القاسي، موضحة أنه رغم فترات الاستقرار الأخيرة، تواجه الطبقة المتوسطة في باكستان الآن تحديات غير مسبوقة؛ إذ تشعر العديد من الأسر بضغوط التضخم وركود الأجور.

وقد دفع الانكماش الاقتصادي الملايين إلى الفقر، ما أدى إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء البلاد.

أوراق الروبية الباكستانية في كشك صرف العملات في بيشاور، باكستان

اقتصاد متعثّر

وأكدت "وول ستريت جورنال" أن معالجة الأزمة الاقتصادية تمثّل أولوية قصوى لحكومة رئيس الوزراء، شهباز شريف، الجديدة، التي ورثت اقتصاداً متعثّراً وديوناً متصاعدة، موضحة أنه مع تفشّي التضخم وركود النمو الاقتصادي، تنتظره قرارات صعبة، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تحقيق الاستقرار في الاقتصاد، وتأمين قروض الإنقاذ الحيوية.

بدوره، يواجه وزير المالية المعيّن حديثاً، محمد أورنجزيب، مهمة شاقة تتمثل في التفاوض على برنامج إنقاذ مع صندوق النقد الدولي لتفادي الانهيار الاقتصادي.

 ومع اعتماد باكستان بشكل كبير على مساعدة صندوق النقد الدولي، تتعرض الحكومة لضغوط لتنفيذ تدابير التقشّف، والإصلاحات الهيكلية لمعالجة الاختلالات المالية.

وأثار احتمال اتخاذ تدابير التقشّف مخاوف بين الباكستانيين العاديين، الذين يكافح الكثير منهم لتغطية نفقاتهم؛ إذ أدى الارتفاع الكبير في فواتير الخدمات وخفض الدعم إلى تفاقم العبء المالي على الأسر، ما أدى إلى انتشار السخط والإحباط على نطاق واسع.

أنصار حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان

توترات سياسية

وبينما تواجه الحكومة تحديات اقتصادية، تتزايد التوترات السياسية أيضًا، إذ تتهم أحزاب المعارضة الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات، مطالبة بالمحاسبة.

وأكدت الصحيفة أنه في خضم حالة عدم اليقين المتزايدة، يشعر الباكستانيون العاديون مثل محمد خان ومحمد إلياس بخيبة أمل وتهميش، متصارعين مع الواقع المرير للصعوبات الاقتصادية.

وبينما تشقّ باكستان طريقها عبر المياه الاقتصادية المضطربة، فإن مصير طبقتها المتوسطة أصبح على المحك.

وختمت الصحيفة أنه مع تصاعد الديون، وارتفاع معدلات التضخم، وعدم الاستقرار السياسي، فإن الطريق محفوف بالتحديات، ما يجعل الكثيرين يتساءلون عمّا إذا كان الوعد بمستقبل أفضل سيظل بعيد المنال.

التالي