ماضي فابيوس مع إيران يجعله غير مرحب به في طهران
ماضي فابيوس مع إيران يجعله غير مرحب به في طهران ماضي فابيوس مع إيران يجعله غير مرحب به في طهران
العالم

ماضي فابيوس مع إيران يجعله غير مرحب به في طهران

eremnews

باريس - وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، والذي سبق وأن تحدّث عن "انبهار" مواطنيه بإيران، وعن "آفاق جديدة" بين بلاده وطهران، قد لا يكون موضع ترحيب كبير من قبل المسؤولين الإيرانيين، سيما بسبب تورّطه فيما يعرف بقضية "الدم الملوّث" والمستورد من فرنسا، في ثمانينيات القرن الماضي، حين كان فابيوس رئيسا للحكومة الفرنسية.

فابيوس الذي وصل، صباح اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران، يعتبر أول وزير خارجية فرنسي يزور البلاد منذ 12 عاما. ومن المنتظر أن يلتقي، في وقت لاحق من اليوم، الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف.

فابيوس قال، في تصريحات متفرقة لوسائل الإعلام في بلاده، إن زيارته تأتي بناء على دعوة تلقاها، غداة توقيع الاتفاق النووي، من نظيره الإيراني.

وبهذه الزيارة، يكون فابيوس المسؤول الغربي الثالث رفيع المستوى الذي يزور إيران عقب توقيع الاتفاق النووي، إثر الزيارة التي قام بها كلّ من سيجمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية الذي يشغل منصب وزير الطاقة والاقتصاد في ألمانيا، وموغيريني منسقة شؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي.

لكن وخلافا لزيارة غابرييل إلى طهران، والذي كان مرفوقا بوفد يضم رجال أعمال ممثّلين عن كبرى الشركات الألمانية، فإن زيارة فابيوس "لا تحمل بعدا اقتصاديا" في تفاصيلها، بحسب المتحدّث باسمه، رومان نادال، ما يعني أن دوافع الزيارة تتعلّق بالمسائل السياسية، على غرار قضايا الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضا بدافع "إحياء العلاقات الثنائية"، وفقا للمصدر نفسه.

وفي تصريح أدلى به لصحيفة "إيران ديلي"، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، قال فابيوس إن "فرنسا، باعتبارها قوة للأمن والسلام، لطالما ربطتها بإيران علاقات تميّزت بالاحترام والانفتاح، حتى وإن كانت لدينا خلافات على مستوى التمشّي"، لافتا إلى أنّ "الفرنسيين لطالموا كانوا منبهرين بالفرس، لاسيما بتراثه ومساهمته في تاريخ العلوم والأفكار".

حماس نبضت به تصريحات فابيوس، غير أنه لم يلق صدى يذكر لدى الإيرانيين، وخصوصا لدى الشق المحافظ منهم، حيث ذكرت وكالة أنباء فارس، أنّ زيارة وزير خارجية فرنسا تتزامن مع الأسبوع المخصص لدعم المصابين بنزف الدم، في ذكرى وفاة الإيرانيين جراء الدم الملوث والمستورد من فرنسا، في ثمانينيات القرن الماضي، و"الذي كان فابيوس سببه الرئيسي"، بما أنه كان رئيس وزراء بلاده في ذلك الحين، بحسب تقدير الوكالة.

وتعود تفاصيل هذه الفضيحة المدمّرة إلى أكثر من 35 عاما، حين وزعت فرنسا أكياسا من الدم الملوث بفيروس نقص المناعة البشرية في أجزاء من مناطقها، كما قامت بتصدير جزء منه إلى الخارج، قبل أن يتم تعليق توزيعه في فرنسا، إثر إصابة حوالي 4 آلاف شخص بالمرض، ووفاة مئات آخرين. وخارج فرنسا، فقد حصدت الأكياس الملوثة حياة العديد من الأشخاص لاسيما في إيران.

أما موقع "جهان نيوز" الإيراني، فقد اتّهم فابيوس بأنه كان المعارض الأول لمساعي إيران في التوصل إلى اتفاق مع مجموعة 5+،1 وانه كان يحاول جاهدا إحباط كل تفاهم يتم التوصل إليه خلال المفاوضات.

ومن جانبه، قال فابيوس في تصريح لصحيفة "لوموند" الفرنسية، إثر توقيع الاتفاق النووي، إنّ فرنسا "عملت بجد لاقتراح واعتماد آلية للعقوبات في حال انتهكت إيران إلتزاماتها معها". ووفقا لهذه الآلية، فإنه يمكن إعادة فرض العقوبات على إيران في حال أقرت إحدى دول مجموعة 5+1 (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا) بأن إيران انتهكت إحدى الإلتزامات المتمخضة عن الاتفاق بشأن برنامجها النووي.

التالي