ما بين الاستنكار والشماتة.. كيف تفاعل اغتيال ناهض حتر في تغريدات الإعلاميين العرب؟
ما بين الاستنكار والشماتة.. كيف تفاعل اغتيال ناهض حتر في تغريدات الإعلاميين العرب؟ ما بين الاستنكار والشماتة.. كيف تفاعل اغتيال ناهض حتر في تغريدات الإعلاميين العرب؟
أخبار

ما بين الاستنكار والشماتة.. كيف تفاعل اغتيال ناهض حتر في تغريدات الإعلاميين العرب؟

محمد الزين

شكلت حادثة اغتيال الصحفي الأردني "ناهض حتر" أمس، فرصة لاندلاع سجال بين مجموعة من الإعلاميين والساسة في العالم العربي، بين رافض ومستنكر للطريقة التي تمت بها العملية، وبين متفهم يرى أن الراحل قتل بسبب آرائه المتطرفة ولعبه على وتر الاستفزاز وتحقير المقدسات.

وتحول موقع التدوين القصير "تويتر"، إلى ساحة للنقاش المتباين حيال الحادثة، حيث أجمعت مجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب على استنكار عملية الاغتيال، وإن اعتبر بعضهم أن مبرراتها قائمة، فيما حذر آخرون من انتشار ما سمّوه فسلفة "قضاة الشارع".

الإعلامي السوري بقناة الجزيرة فيصل القاسم، غرد قائلا "ناهض حتر الذي قُتل بسبب نشره رسماً مسيئاً للذات الإلهية، كان حليفاً لايران التي أهدرت دم سلمان رشدي بسبب إساءته للمقدسات الإسلامية"، وعلى منواله جاءت تغريدة قتيبة ياسين، "ناهض حتر كان يؤيد ايران الخمينية التي أفتت بقتل سليمان رشدي بسبب رأيه، و هو الرأي نفسه الذي قتل ناهض حتر بسببه اليوم".

وأضاف القاسم في تغريدة ثانية، "رسالة من الاردن ننشرها بناء على رغبة صاحبها: لا تصنعوا من ناهض حتر بطلاً، فهو ليس معارضاً، بل كان عميلاً للمخابرات الأردنية"، هذه التغريدة استدعت ردا عاجلا من مغردة تدعي "سهاد لبنان"، حيث كتبت تقول "فيصل القاسم يقول رغم خلافنا مع ناهض حتر، ارفض اغتياله بهذه الطريق، لكن بامكان المتابع ان يسمع ضحكات الشماتة التي تدوي من داخل فيصل الخائب".

ومن جانب اعتبر المفكر الموريتاني، محمد المختار الشنقيطي، المقيم في قطر، أن "الكلمة في الإسلام تُواجَه بالكلمة لا بالقتل. وناهض حتر متعصب حقير موالٍ لإيران والأسد، لا يستحق شرف الضّحية ولا ثمن الرصاصات التي قُتل بها".

وتابع؛ "شارك ناهض حتر بقتل مئات ألوف السوريين بتحريضه ودعمه لهمجية الأسد، ثم تُقدِّمه أوساط علمانية ومسيحية اليوم وكأنه غاندي أو مارتن لوثر كينج".

فعل مدان

واعتبرت مجموعة أخرى أنه رغم اختلافها مع توجهات الإعلامي الأردني القتيل، إلا أن ذلك لن يجعلها تقبل أو تؤيد بشكل من الأشكال الطريقة التي تمت تصفيته بها، وكتب مذيع قناتي العربية والحدث الإعلامي الفلسطيني محمد أبو عبيد، يقول "فرح البعض لقيام شخص بقتل ناهض حتر بحجة التطاول على الله، وغفلوا أن القتل بهذه الطريقة أكبر وأخطر تطاول على الله وأحكامه".

في حين غرد زياد الدريس، قائلا "اختلافنا مع مواقف حتر أو كراهيتنا لآرائه، لا تبرر أبداً اغتياله.. هذه الطريقة في التفكير ستحوّل شوارعنا إلى محاكم، والمُشاة إلى قضاة!".

وفي السياق نفسه جاءت تغريدة الإعلامي الفلسطيني "ياسر الزعاترة"، الذي علق على الحادث وأضاف "لم نتفق يوما مع ناهض حتر، ولكن قتله جريمة أيا كانت الدوافع. الكلمة تواجه بالكلمة، وطالما فعلنا وسوانا، ورأي فريقه كان معزولا في الشارع".

سلاح الآراء

وهناك فريق ثالث، يرى أن الإعلامي الأردني اكتوى بنيران أوقدها بنفسه، ودفع ثمن تطرفه ودعمه للنظام السوري الذي يبيد شعبه منذ 6 سنوات، كما أنه لا يخفي أبدا صلاته بإيران وجماعة حزب الله، وله موقف مناهض للاجئين الفلسطينيين بالأردن.

وكتب الكاتب السعودي عدي الحضيف، "ناهض حتر كان يبرر فعل بشار الأسد بقتل أكثر من ٥٠٠ ألف سوري وملايين المشردين ممن اختلفوا بالرأي مع بشار، فمات ضحية اختلاف رأي برره هو سابقاً".

بينما اعتبر عزيز الكنعاني، أن "من اغتال ناهض حتر ليس فقط ذلك المسلم، بل من اغتاله خطاب رجال الدين والفقهاء والكتب الدينية ونصوص الدين الداعية إلى الكراهية والتكفير والعنف".

ولم تمر هذه الحادثة دون توجيه الاتهام لجماعة الإخوان، حيث أكد المغرد نبيل فاخوري، "إن يثبت صحة كون قاتل ناهض حتر إضافة لكونه خطيبا ومهندسا حاليا بوزارة التربية والتعليم، فإن سيطرة الاخوان التاريخية على التربية تؤتي ثمارها".

فرد عليه أبو شلاخ الليبرالي، بقوله "متطرف قتل متطرفا.. مالنا علاقة".

وفي الوقت الذي أعتبر فيه أحدهم، "أن الضحية أخطأ في حق نفسه واستفز مشاعر المسلمين، ولكن المصيبة عندما يُصحح الخطأ بالخطأ"، سخر آخر من موقف دار الإفتاء الأردنية، التي أعلنت أن "قاتل ناهض حتر لاعلاقة له بالإسلام"، ما جعل المغرد يتساءل، إذا كان إمام مسجد ولا علاقة له بالإسلام فبماذا له علاقة؟ بموسيقى الروك ..مثلا!.

التالي