من قمّة اللاءات الثلاث إلى اجتماع باريس.. جراح النكسة تتعمّق
من قمّة اللاءات الثلاث إلى اجتماع باريس.. جراح النكسة تتعمّق من قمّة اللاءات الثلاث إلى اجتماع باريس.. جراح النكسة تتعمّق
أخبار

من قمّة اللاءات الثلاث إلى اجتماع باريس.. جراح النكسة تتعمّق

Ibrahim Haj Abdi

أحدثت النكسة، التي مضى عليها 49 عامًا، والتي تحل ذكراها اليوم الأحد، تحولاً حادًا في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، وتركت في الوجدان العربي جرحًا عميقًا لم يبرأ منه حتى اللحظة.

ستة أيام كانت كافية كي تهزم إسرائيل جيوش مصر وسوريا والأردن، وفي حين سمّت تل أبيب تلك الموقعة بـ"حرب الأيام الستة"، في مؤشر على تفاخرها بالانتصار على العرب في فترة قياسية، فإن الحرب ذاتها سميت "النكسة" بنسختها العربية، تخفيفًا، بالرغم من حالة الإحباط التي أصابت العرب نخبًا وشعوبًا وحكومات.

ودخل الأدباء والمفكرون العرب في لحظة حداد تاريخية، إذ صدرت مئات الكتب التي ترثي "خير أمة أخرجت للناس"، وتطرح أسئلة حول هذه الهزيمة المدوية التي هزت الضمائر من المحيط إلى الخليج.

هذا الإحباط قاد إلى عقد قمة عربية في الخرطوم عرفت بـ"قمة اللاءات الثلاث"، غير أن تلك اللاءات الغاضبة ذهبت أدراج الرياح، وها هم العرب يستجدون إسرائيل للحصول على حقوقهم المستلبة، وكان آخر فصول هذه المأساة اجتماع باريس، الجمعة، الذي لم يخرج بشيء يفيد الفلسطينيين.

ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتلّ الأراضي العربية، فيما المفاوضات متعثرة وسط حديث عن حل كونفدرالي بين الأردن والضفة الغربية يعفي إسرائيل من استحقاقات لم تقدمها قط خلال الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ سبعة عقود.

ومن الملاحظ أن العرب دأبوا، ومنذ النكسة، على تقديم التنازل تلو التنازل، بينما تتمادى إسرائيل في ممارساتها القمعية، وتتهرب من أية التزامات تقود إلى تسوية سياسية للصراع المتفاقم.

لمحة تاريخية

وخلال تلك الحرب احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان، وامتدت من 5 إلى 10 يونيو/حزيران، وأدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي و800 إسرائيلي، وتدمير من 70 -80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2-5% في "إسرائيل"، وفق إحصائيات إسرائيلية.

وأدت حرب 67 إلى فصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بإسرائيل والتطبيع معها.

وصدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 242 في نوفمبر تشرين الثاني عام 1967 الذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو/حزيران عام 1967.

وفي عام 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

وكشف تقرير صادر عن الإحصاء المركزي الفلسطيني، في شهر مايو/أيار الماضي أن إسرائيل تستولي على 85% من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع ولم يتبقَ للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة تلك الأراضي.

وتنطلق في ذكرى النكسة فعاليات تنظمها فصائل وقوى فلسطينية ومؤسسات حقوقية وأهلية ترفض من خلالها الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين.

التالي