إسرائيل تتهم تركيا باستغلال التفاوض معها كورقة ضغط على موسكو‎
إسرائيل تتهم تركيا باستغلال التفاوض معها كورقة ضغط على موسكو‎ إسرائيل تتهم تركيا باستغلال التفاوض معها كورقة ضغط على موسكو‎
أخبار

إسرائيل تتهم تركيا باستغلال التفاوض معها كورقة ضغط على موسكو‎

رائد رمان

تتهم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية العاصمة التركية أنقرة، باتباع معايير مزدوجة مع تل أبيب، وتعتقد أنه من غير الممكن إجراء حوار جاد معها بشأن المصالحة، على أساس أنه لا توجد جهه أو مؤسسة تركية لديها الجدية للمضي في اتجاه عودة العلاقات بين البلدين.

وعبرت المؤسسة العسكرية عن ذلك بقولها "لا يوجد من يمكن الحديث معه في تركيا".

يذكر أن إسرائيل وتركيا، تجريان منذ عدة أشهر محادثات لتطبيع العلاقات بينهما، وذلك بعد التوتر الذي طرأ عليها، إثر قيام قوات إسرائيلية بالإغارة على السفينة التركية مافي مرمرة، وهي في طريقها إلى قطاع غزة، للتضامن مع سكانه عام 2010 ، ما أسفر عن مقتل تسعة أتراك .

حول ذلك، نقل موقع "واللا" العبري عن مصادر بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، الخميس، أن "لعبة المعايير المزدوجة التي تتبناها أنقرة مع تل أبيب لا تصب في اتجاه عودة العلاقات، وأنها تستخدم إسرائيل أداة ضغط ضد روسيا فحسب".

وأضافت الموقع الإسرائيلي نقلا عن المؤسسة العسكرية أن "التسريبات التركية التي تخرج من آن إلى آخر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات، تدل على هذه النزعة، حيث أن أغلبها لا يستند إلى حقائق، ما يعني أن الحديث يجري عن فشل حتمي".

وشهد صباح الخميس عقد لقاء بين طاقم مفاوضات إسرائيلي وآخر تركي، لمناقشة ملف المصالحة.

تشير مصادر إسرائيلية إلى أن لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية موقف قد يكون مغايرا لموقف المؤسسة السياسية، ولكنهما يتفقان على أن تركيا تستغل إجراء المفاوضات لأغراض أخرى، وتعتبر أن الدخول في مفاوضات مع تل أبيب إنما يشكل أداة ضغط على موسكو.

ولفت الموقع الإسرائيلي، إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وموسكو حاضرة بقوة في ذهن الجانب التركي خلال المفاوضات مع إسرائيل، حيث تسعى كل منهما إلى امتلاك قدرة على التأثير على مجريات الأمور في المنطقة، فيما تنظر أنقرة إلى إجراء المفاوضات مع إسرائيل على أنها الكرت الرابح الذي يشكل ضغطا على موسكو، وتعتبر أنها ستمنحها بعض المكاسب في الملف السوري، وملف الأكراد.

وانتقدت مصادر عسكرية إسرائيلية الموقف التركي، بحسب الموقع، بشأن العلاقات مع حركة حماس، وقالت أنها لم تغلق بعد مقر قيادة حماس في تركيا، ومازالت تشتري النفط من تنظيم "داعش" على الرغم من الإنتقادات الدولية، فضلا عن إطلاق المسؤولين الأتراك تصريحات متضاربة حول إسرائيل، ما جعل هذه المصادر تعتقد أن مصير المفاوضات إلى فشل حتمي.

ودلل الموقع على الموقف التركي الذي يسعى لاستغلال مسألة إجراء مفاوضات مع تل أبيب بالتسريبات الممنهجة التي تخرج بها وسائل الإعلام التركية، التي تعتبر أداة بيد الحزب الحاكم، بشأن التقدم الذي تشهده المفاوضات،.

وقال الموقع إن هذه التسريبات لا تستند إلى أي واقع عملي، وأنه كلما تحدثت أنقرة عن تقدم أعطت انطباعًا بأن العلاقات مع إسرائيل على وشك العودة، مشكلة بذلك ضغطا على أطراف أخرى لا أكثر.

وكان منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، اللواء "يوآف مردخاي" قد علق الشهر الماضي على ما تردد في وسائل الإعلام التركية بشأن إحراز تقدم في مسيرة التفاوض، ولا سيما بشأن موافقة الحكومة الإسرائيلية على تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.

ونوه مردخاي إلى أنه "لا توجد أية مفاوضات أو حوار بين إسرائيل وتركيا بشأن هذا الملف، فضلا عن عدم طرح ملف إقامة ميناء بحري قبالة القطاع في أي مناسبة"، على حد قوله.

وقبل أسبوعين، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، إن هناك تعاونًا بين البلدين، وإن تل أبيب طالما أرادت إرساء علاقات جيدة مع تركيا.

وأضاف نتنياهو أنه "لم تكن إسرائيل هي من غيرت مسار العلاقات، هناك اتصالات بين الجانبين، ولدينا الأمل أن تثمر عن نتائج إيجابية".

وطبقا لموقع "واللا" العبري، فقد كان ملف الغاز الطبيعي هو السبب الرئيس لدخول إسرائيل في مفاوضات مع تركيا، وأن هناك رغبة لدى تل أبيب لمد أنبوب لنقل الغاز إلى تركيا ومنه إلى دول أوروبا، غير أن هذا الموضوع يشوبه الغموض أيضا في الوقت الراهن.

التالي