إيران تسعى لربط الشرق بالغرب عبر سكة حديدية عابرة للقارات
إيران تسعى لربط الشرق بالغرب عبر سكة حديدية عابرة للقارات إيران تسعى لربط الشرق بالغرب عبر سكة حديدية عابرة للقارات
أخبار

إيران تسعى لربط الشرق بالغرب عبر سكة حديدية عابرة للقارات

Loai Bahran

كان الطريق البري الذي يمتد لأكثر من 10 آلاف كيلومتر، والواصل بين مدينة يايو في شرق الصين وإيران عبر كازاخستان وقرغيزستان وأوزباكستان وتركمنستان يتصف بالبطء والركود، لكن سكة حديدية أنشأت حديثا تغير هذه المعادلة بقطار يختزل نصف الزمن المقرر للرحلة بين الصين وإيران، في خطوة حظيت بإشادة المسؤولين في طهران.

جاء ذلك في تقرير مطول نشرته صحيفة ذي إيكونوميست البريطانية حول الخطوات الإيرانية المتسارعة لبناء شبكة خطوط من القطارات العابرة للقارات والتي يعول عليها لتنشيط الصناعة المحلية.

وتنقل الصحيفة عن أحد الوزراء الإيرانيين قوله "أصبحنا مركزا عالميا يصل بين الشرق والغرب".

وعند اكتمال افتتاح السكة العابرة لكازاخستان في شهر أبريل، يأمل المسؤولون الايرانيون بأن يكونوا قد قصروا من الوقت المستغرق في الرحلة إلى الصين، والتي تعد حاليا أكبر شريك تجاري لايران، فالرحلة التي كانت تستغرق شهرا ستتقلص مدتها إلى 8 أيام.

 وبحسب اقتصاديين، فإن انضمام تركيا للمشروع، سيكون كفيلاً باستبدال مسار قناة السويس، ليصبح الطريق الإيراني- الصيني، المسار المركزي المتصل بأوروبا.

ولا يقتصر الأمر، بحسب المعلومات، على هذا المشروع الضخم، إذ أن ثمة العديد من خطوط السكك الحديدية التي ستظهر قريباً، فخلال ستة شهور، سيفتتح عباس أخوندي وزير النقل الإيراني، الذي تلقى تدريبه في بريطانيا، طريقا يصل إلى مناجم أفغانستان، ويقوم بشحن المواد المعدنية إلى الهند عن طريق منفذ شاباهار، وهو منفذ تم تحديثه ويتجاوز باكستان للوصول لوجهته.

كما ستكون إيران وخلال السنتين القادمتين، قد بنت جسراً يعبر نهر شط العرب إلى العراق، وصولاً إلى الهلال الخصيب.

وتطمح ايران أيضا إلى مضاعفة عدد سككها الداخلية ذات الـ10000كم خلال العقد المقبل، وستقوم باستبدال نظام البكرات التي تتدحرج بسرعة 90 كم/ساعة بقطارات إلكترونية عالية السرعة، تسير على سكك كهربائية.

وحال انتهاء هذا المشروع، سيستغرق طريق الـ 420 كم إلى أصفهان 90 دقيقة فقط، بينما سيستغرق طريق الـ920كم إلى مشهد أقل من ست ساعات.

وتعد السكك الحديدية، إحدى القطاعات التي يتفق على أهميتها الإصلاحيون والمتشددون في إيران وتوحد بينهم رغم الخلافات، ففي العاصمة طهران تظهر اللوحات الدعائية المنتشرة بوضوح شغف القائد الأعلى بالقطارات، في حين يشجع الحرس الثوري التواصل مع الصين، وتكرس الحكومة طاقاتها لتطوير قطاع النقل، عوضا عن توقيع عقود مع الأجانب حول حقول النفط، والتي يعتبرها الحرس "بقرة طهران الحلوب".

ويظهر اهتمام الإيرانيين بهذا القطاع جلياً، إذ أن آخر مجلس برلماني، على الرغم من صبغته المحافظة، كان يشجع الاستثمار الخاص في قطاع النقل، بالإضافة للإعفاءات الضريبية التي منحها لهذا القطاع لمدة عشر سنين قادمة.

وتمثل عقبة التمويل التحدي الأبرز أمام هذا المشروع، خاصة مع الخطة الخمسية السادسة لإيران التي تنتظر الموافقة البرلمانية، حيث يرغب وزير النقل الإيراني أخوندي بإنفاق 28 مليار دولار على السكك الحديدية، و20 مليار دولار على الطرق، و50مليار دولار في تطوير الأسطول الجوي، و7 مليارات دولار على المطارات.

ونظراً لانخفاض أسعار النفط، أصبحت وزارة النقل  تطمح لاستقطاب المستثمرين الخارجيين، الأمر الذي يلاقي نجاحاَ على ما يبدو.

وسارع مسؤولو السكك الحديدية الفرنسية، بتجهيز نماذج قطارات، والترحيب بروحاني في أول زيارة لرئيس إيراني إلى أوروبا بعد انقطاع لمدة 17 سنة، طمعا بحصة مجزية من هذا المشروع الهام والضخم.

 ما يمكن وصفه اليوم بطريق الحرير الواصلة بين الشرق والغرب ، يتطلب أيضا علاقات أفضل مع الدول المجاورة لإيران والذين يخشون من ارتدادها بعد رفع العقوبات.

وفي آخر زيارة قام بها أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي إلى طهران، مطلع الشهر الجاري برفقة ستة وزراء حيث بحث الطرفان إنشاء سكة حديد سريعة، قد تصنع عصراً ذهبياً وتضاعف حجم التجارة بين البلدين ثلاث مرات عن السابق، رغم الخلافات في الموقف السياسي حول سوريا.

والحاصل أن إيران الخارجة للتو من سنوات عجاف للحصار، تقوم أيضاً باستكشاف البحار، وتفكر في التمدد اقتصادياً وسياسياً في المنطقة، وهو ما عبر عنه وزير النقل الإيراني بالقول "استعدوا لاتصال إيران مع العالم".

التالي