أول تعليق لمصر على اضطرابات إثيوبيا

أصدرت الخارجية المصرية، اليوم الإثنين، أول تعليق على الأحداث المضطربة التي تشهدها مدن إثيوبيا خلال الأيام الأخيرة.

وقال المتحدث باسم الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، في بيان حصلت شبكة إرم الإخبارية على نسخة منه إن: "الأمر يعد شأناً داخلياً إثيوبياً، ومصر تتطلع إلى استمرار استقرار الأوضاع واستكمال برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في إثيوبيا، بما يعود بالنفع والرخاء على الشعب الإثيوبي".

جاءت تصريحات أبو زيد، في خضم رده على أسئلة عدد من المحررين الدبلوماسيين، بشأن تعليق وزارة الخارجية على ما شهدته بعض المدن الإثيوبية من اضطربات، خلال الأيام الأخيرة.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن "إثيوبيا دولة كبيرة وهامة في القارة الإفريقية، واستقرارها وسلامتها يعززان من مصلحة القارة، بما في ذلك المصلحة المصرية".

وتسببت مظاهرات في منطقة بني شنقول الإثيوبية، في وقف أعمال البناء بمشروع سد النهضة، بعد اشتداد تلك المظاهرات ضد قرار حكومي بمصادرة أراضي سكان المنطقة، التي تبعد 50 كيلومترا من الحدود الإثيوبية – السودانية.

يأتي هذا، فيما ذكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، أن السلطات الإثيوبية قتلت 75 متظاهرًا على الأقل خلال أسابيع من التظاهرات، التي بدأت، بعدما تصدى طلاب لمقترحات للحكومة بمصادرة أراض في عدة مدن في منطقة أوروميا، أثارت مخاوف من أن تستهدف الحكومة في قرارها أراض يسكنها تقليديا أفراد من الأوروميا، أكبر إثنية في البلاد.

وكانت الحكومة المصرية، قد ألمحت في وقت سابق إلى تعثُّر المفاوضات الجارية بشأن سد النهضة الإثيوبي، في أعقاب انعقاد الاجتماع السداسي في العاصمة السودانية الخرطوم، والتي انتهت بتحديد موعد 27 و28 من الشهر الجاري لجولة مفاوضات جديدة.

كما اتهمت الحكومة المصرية، نظيرتها الإثيوبية، بـ"استغلال خلافات المكاتب الاستشارية الخاصة بسد النهضة، للانتهاء من بناء السد تمامًا"، محذرة من أن "بناء سد النهضة بدون توافق يعد سابقة في تاريخ دول حوض النيل، قد تدفع دولا أخرى من دول المنابع إلى القيام بعمل مماثل، ما يضاعف الأضرار التي تلحق بمصر في المستقبل".

وتسيطر على مصر تخوفات من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من المياه (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعًا لها، خاصة في مجال توليد الطاقة، مؤكداً أنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.